بلوسكي تختبر زر "عدم الإعجاب" لتخصيص تجربة المستخدم
تواصل منصة بلوسكي جهودها لتطوير بيئة تواصل أكثر انسجامًا وملاءمة للمستخدمين، حيث أعلنت عن بدء اختبار ميزة جديدة تضيف من خلالها زر "عدم الإعجاب" إلى واجهة الاستخدام، كوسيلة تتيح للمستخدمين الإشارة إلى نوعية المنشورات التي لا يرغبون في رؤيتها ضمن موجز "اكتشف".
وتأتي هذه الخطوة في إطار سلسلة من التجارب التي تعمل الشركة على تنفيذها بهدف تحسين جودة المحادثات وتعزيز التفاعل الإيجابي بين المستخدمين.
الميزة الجديدة لا تهدف فقط إلى تمكين المستخدم من التعبير عن عدم إعجابه بالمحتوى، بل تُستخدم أيضًا لتغذية خوارزميات المنصة بالمعلومات اللازمة لتحديد التفضيلات الفردية لكل مستخدم. وبهذا الشكل، يستطيع النظام التعرف على نوعية المنشورات غير المرغوب فيها والعمل على تقليل ظهورها مستقبلًا، ما يجعل تجربة التصفح أكثر انسيابية وملاءمة للاهتمامات الشخصية.
ووفقًا لتصريحات بلوسكي، فإن زر "عدم الإعجاب" سيكون خاصًا، أي أن استخدامه لن يكون علنيًا أو ظاهرًا للآخرين، بل سيؤثر فقط على ترتيب المنشورات والردود التي تظهر في موجز المستخدم ومجتمعه الاجتماعي. بهذه الطريقة، تهدف الشركة إلى منح المستخدمين قدرًا أكبر من التحكم في ما يرونه دون خلق أجواء سلبية أو صراعات علنية على المنصة.
تقوم فلسفة بلوسكي الجديدة على ما تسميه "التقارب الاجتماعي"، وهو نهج يهدف إلى بناء ما يشبه "المجتمع الاجتماعي" للمستخدمين — أي مجموعة من الأشخاص الذين يتفاعلون معهم بشكل متكرر أو من المحتمل أن يستمتعوا بمعرفتهم.
من خلال إعطاء الأولوية للردود والمنشورات القادمة من هذا المجتمع، تأمل بلوسكي في أن تجعل المحادثات أكثر صلة ودفئًا، وأقل عرضة لسوء الفهم أو التفاعل العدائي الذي عادة ما ينتشر في المنصات المفتوحة. كما تتوقع الشركة أن هذه التجربة الجديدة ستُسهم في تحسين خوارزميات ترتيب المنشورات داخل المجتمعات المختلفة بطريقة تعكس العلاقات والتفاعلات الحقيقية بين المستخدمين.
وفي الوقت نفسه، تعمل بلوسكي على إعادة تصميم آلية الردود لتصبح أكثر وضوحًا وسهولة. فبدلًا من الانتقال مباشرة إلى مربع كتابة فارغ عند الضغط على زر الرد، سيعرض النظام الآن الموضوع كاملًا أولًا، بما يسمح للمستخدم بفهم السياق قبل التفاعل.
أوضح بول فرازي، المدير التقني للشركة، أن هذا التغيير يأتي كجزء من جهود أوسع تهدف إلى جعل التواصل على المنصة أكثر نضجًا واحترامًا، مضيفًا أن الشركة لا تريد أن يكون خيار "الرد للمتابعين فقط" هو الحل الوحيد لتجنب الإساءة، بل تسعى لتوفير أدوات متعددة لإدارة النقاشات وتحسين جودة التفاعل.
تأتي هذه الخطوات في إطار استراتيجية أوسع تعتمدها بلوسكي لإعطاء المستخدمين مزيدًا من التحكم في تجربتهم. فإلى جانب زر "عدم الإعجاب"، تعمل المنصة على تطوير آليات أفضل لإدارة الإشعارات وتنظيم المحتوى الذي يظهر في صفحات الاكتشاف. ويُتوقع أن تؤدي هذه التحديثات إلى تقليل التعرض للمحتوى المزعج أو غير الملائم دون الحاجة إلى تدخلات إشرافية مباشرة.
ومع ذلك، يرى بعض المراقبين أن مفهوم "المجتمع الاجتماعي" قد يؤدي فعليًا إلى حصر المستخدمين داخل ما يُعرف بـ"فقاعة التصفية"، أي أن يتعرضوا فقط للمحتوى الذي يتفق مع آرائهم وتفضيلاتهم، ما قد يُضعف التنوع في النقاشات ويحد من التفاعل بين وجهات النظر المختلفة.
مؤخرًا، واجهت بلوسكي انتقادات من بعض المستخدمين بسبب بطء استجابتها لإزالة الحسابات التي يُزعم أنها تنتهك إرشادات المجتمع. ويعتقد بعض الخبراء أن النظام الجديد القائم على "المجتمعات الاجتماعية" قد يقلل من فرص مواجهة هذه الحسابات للنقد العام، إذ إن المستخدمين قد لا يرون منشورات مثيرة للجدل أصلًا داخل دوائرهم، وهو ما قد يحد من الحوار المفتوح.
من جهة أخرى، قد يسهم هذا النظام في الحد من الصراعات والمواجهات غير البنّاءة التي تُضعف بيئة التواصل، مما يجعل التجربة أكثر هدوءًا وسلاسة.
تسعى بلوسكي من خلال اختبار زر "عدم الإعجاب" وفكرة "المجتمع الاجتماعي" إلى خلق توازن بين حرية التعبير وتجربة استخدام مريحة ومخصصة. وبينما يرى البعض أن هذه الخطوات تمثل تطورًا طبيعيًا في مسار تحسين تجربة المستخدم على المنصات الاجتماعية، يحذر آخرون من مخاطر العزلة الرقمية وتقليص التفاعل بين مختلف وجهات النظر.
في النهاية، ما زال الطريق أمام بلوسكي طويلًا في سعيها لبناء منصة تواصل عادلة وفعّالة، لكن من الواضح أن الشركة بدأت تأخذ ملاحظات المستخدمين على محمل الجد وتتحرك نحو تطوير أدوات تحكم أكثر ذكاءً وإنصافًا في عالم متغير من شبكات التواصل.