واتساب يطلق ميزة مفاتيح المرور لحماية النسخ الاحتياطية بمستوى أمان بيومتري متقدم
في خطوة جديدة لتعزيز الأمان والخصوصية، أعلن تطبيق واتساب عن إطلاق ميزة مفاتيح المرور للنسخ الاحتياطية، وهي واحدة من أكثر الإضافات المنتظرة من قبل المستخدمين حول العالم.
تُمكّن هذه الميزة مستخدمي التطبيق من حماية بياناتهم المحفوظة — بما في ذلك الرسائل والصور والملاحظات الصوتية — بطريقة أكثر أمانًا وسهولة، دون الحاجة إلى تذكر كلمات مرور طويلة أو رموز تشفير معقدة.
الميزة الجديدة، التي بدأ طرحها رسميًا اليوم وستصل تدريجيًا إلى جميع المستخدمين خلال الأسابيع المقبلة، تضيف طبقة حماية إضافية لعمليات النسخ الاحتياطي التي يجريها التطبيق إلى خدمات التخزين السحابي مثل Google Drive أو iCloud.
وتعتمد هذه الميزة على مفهوم مفاتيح المرور أو Passkeys، وهي آلية تسجيل دخول حديثة تستبدل كلمات المرور التقليدية بعناصر تحقق بيومترية مثل بصمة الإصبع أو التعرف على الوجه، بالإضافة إلى رموز قفل الشاشة في بعض الأجهزة.
تهدف واتساب من خلال هذه الخطوة إلى جعل عملية استعادة النسخ الاحتياطية أكثر أمانًا وسلاسة. فبدلاً من حفظ كلمات مرور طويلة أو مفاتيح تشفير يدوية، سيتمكن المستخدم من الوصول إلى بياناته عبر وسيلة تحقق بيومترية ترتبط مباشرة بجهازه، وهذا يعني أن حتى في حال محاولة أي شخص غير مصرح له الوصول إلى النسخ الاحتياطية، فلن يتمكن من فتحها دون بصمة المستخدم أو وجهه.
وتمثل هذه الميزة نقلة نوعية في طريقة تعامل واتساب مع حماية النسخ الاحتياطية، إذ أن الشركة كانت قد قدمت خاصية التشفير من طرف إلى طرف للنسخ الاحتياطية منذ عام 2021، وهي ميزة كانت تُعد حينها خطوة سباقة بين تطبيقات المراسلة، ومع ذلك، فإن إضافة مفاتيح المرور تُعزز هذا الأمان أكثر، من خلال توفير أسلوب تحقق ذكي ومباشر يستفيد من قدرات الأجهزة الحديثة ونظم التشغيل المتقدمة.
وبحسب بيان الشركة، فإن المستخدمين الذين سيحصلون على التحديث الجديد سيتمكنون من تفعيل الميزة عبر الانتقال إلى "الإعدادات" داخل التطبيق، ثم إلى "الدردشات" و"النسخ الاحتياطي"، حيث سيظهر خيار جديد لتفعيل مفاتيح المرور، وعند تفعيلها، سيطلب التطبيق من المستخدم تحديد طريقة التحقق البيومترية المناسبة، سواء كانت بصمة الإصبع أو مسح الوجه أو رمز القفل الخاص بالجهاز.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه تطبيقات التواصل الاجتماعي والمراسلة تنافسًا كبيرًا في مجال الأمان وحماية الخصوصية، خاصة بعد ازدياد الهجمات الإلكترونية وحوادث اختراق البيانات حول العالم. وتسعى واتساب، المملوكة لشركة ميتا، إلى ترسيخ مكانتها كأكثر تطبيقات المراسلة أمانًا من خلال دمج أحدث تقنيات الحماية الرقمية.
ورغم أن واتساب لطالما وفّر تشفيرًا كاملاً للرسائل والمكالمات من طرف إلى طرف، فإن النسخ الاحتياطية كانت تُعتبر الحلقة الأضعف سابقًا، لأنها تُخزّن على خدمات سحابية تابعة لجهات أخرى. لكن مع هذه الميزة الجديدة، أصبح من الممكن القول إن جميع بيانات المستخدم أصبحت مغلقة بالكامل بمفتاح لا يمكن فتحه إلا من قِبل مالك الحساب نفسه.
ويُذكر أن واتساب بدأ دعم مفاتيح المرور العام الماضي لتسجيل الدخول إلى الحسابات بشكل عام، مستفيدًا من دعم أنظمة التشغيل الحديثة مثل Android 14 وiOS 17 لهذه التقنية، واليوم، يوسع نطاق استخدامها لتشمل النسخ الاحتياطية، في خطوة تُبرز التزام الشركة بتحديث بنيتها الأمنية بما يتماشى مع التطور التقني العالمي.
ويُتوقع أن تسهم هذه الميزة في تقليل حالات فقدان الحسابات أو الوصول غير المصرح به للبيانات الشخصية، خصوصًا في ظل الاعتماد الكبير على النسخ الاحتياطية لاسترجاع الدردشات عند تغيير الهواتف. كما تمنح المستخدمين راحة بال إضافية، إذ لم يعد عليهم القلق من تذكر كلمات مرور معقدة أو فقدان مفاتيح تشفير.
بذلك، تواصل واتساب ترسيخ مكانتها كواحدة من أكثر تطبيقات المراسلة أمانًا وموثوقية في العالم، معتمدة على مزيج متطور من الذكاء التقني والابتكار في تصميم تجربة المستخدم، لتثبت أن الحماية القوية لا تعني التعقيد، بل يمكن أن تكون سهلة وسلسة بقدر ما هي فعالة.