وكيل الأوقاف عن حكم ترند الصور الفرعونية: "سيبوا الناس تفرح"
تزامنًا مع افتتاح المتحف المصري الكبير، امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بصور لمواطنين يرتدون الزي الفرعوني باستخدام الذكاء الاصطناعي، احتفاءً بالحدث التاريخي الذي يُعد من أبرز إنجازات الدولة المصرية الحديثة، لكن سرعان ما أثار هذا التفاعل موجة من الجدل الديني، بعد تداول منشورات وفتاوى غير رسمية تزعم أن ارتداء أو محاكاة الزي الفرعوني «حرام شرعًا» باعتباره «تشبهًا بعبدة الأوثان».
الأصل في الأشياء الإباحة
وردًّا على هذه المزاعم، أوضح الدكتور أيمن أبو عمر، وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أن ما يقوم به الناس من ارتداء أو محاكاة الزي الفرعوني ليس حرامًا شرعًا، مؤكدًا أنه لا يتجاوز كونه محاكاة تاريخية وثقافية تهدف إلى إظهار الهوية الوطنية وتعزيز المعرفة بالموروث الحضاري لمصر.
وقال أبو عمر: "القاعدة الشرعية في هذا الباب واضحة وهي أن الأصل في الأشياء الإباحة، ولا يُمنع أمر إلا بنص صريح من كتاب أو سنة، وكلمة (حرام) ليست سهلة، ولا يجوز إطلاقها بغير دليل شرعي قاطع، لأن الافتراء على الله محرم".
كلمة “حرام” ليست كلمةً سهلة
وأضاف: "فلا حُجّة لمن قال بالتحريم، وليعلم الناس أن كلمة “حرام” ليست كلمةً سهلة، وأنها لا تُقال إلا بدليلٍ صريحٍ صحيح، وإلا كانت افتراءً على الله.
قال تعالى:{وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} (النحل: 116).

من تشبه بقوم وأحبهم أصبح منهم
وقد جاء ذلك ردًا على مزاعم بعض المتشددين، وخاصة فتوى اطلقها داعية سلفي يُدعى محمد جودة، كانت قد انتشرت عبر مواقع التواصل الإجتماعي، يُفتي فيها المسلمين بتحريم من يستخدم الذكاء الإصطناعي لعمل صور تُحاكي الحضارة المصرية القديمة من منطلق أن الفراعنة كفار غير مسلمين، وأن من تشبه بقوم وأحبهم أصبح منهم، حيث قال: رجاء الانتباه.. صور التشبه بالفراعنة حرام ( من تشبه بقوم فهو منهم).

ونتيجة لتلك الفتوى التحذيرية حصد الكثير من التعليقات الساخرة من المصريين الذي قالوا بإستعجاب:" طب ما احنا منهم فعلاً !!" لأننا لابد أن نكون من قوم(الفراعنة) لأنهم أجدادنا بالفعل كوننا مصريين ونحتفل بحضارتنا أمام العالم في حدث تاريخي عالمي.
