خبيرآثار لـ"الوفد": مصر تكتب صفحة جديدة في سجل الحضارة بافتتاح المتحف المصري الكبير
تستعد مصر لحدث تاريخي عالمي بافتتاح المتحف المصري الكبير، أكبر صرح ثقافي وحضاري في العالم، ليكون نافذة جديدة تطل منها الحضارة المصرية على المستقبل، ويجمع المتحف بين عراقة الماضي وأحدث تقنيات العرض المتحفي، ليقدم تجربة فريدة تروي قصة مصر القديمة بأسلوب يليق بمجدها الخالد.

في حوار خاص لـ"الوفد" أكد خبير الآثار عبدالرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، أهمية افتتاح المتحف المصري الكبير عالميًا، مشيرًا إلى أن الأول من نوفمبر يمثل ميلادًا جديدًا للحضارة المصرية، واصفًا المتحف بأنه "أيقونة ثقافية وحضارية وفنية جديدة للعالم".
وأوضح ريحان، أن افتتاح المتحف يعد بمثابة إحياء جديد لحالة "الإيجيبتومانيا" وهي الولع العالمي بالحضارة المصرية التي بدأت عقب اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون في 4 نوفمبر 1922، وهو الحدث الذي أشعل هوليوود وأثر في الموضة والفن العالمي في ذلك الوقت.

وأضاف، أن المتحف يقدم تجربة غير مسبوقة لعرض الآثار المصرية باستخدام أحدث التقنيات المتحفية في العالم، من الإسقاطات الضوئية الهادئة التي لا تضر بالأثر، إلى نظام QR Code الذي يحول القطع الأثرية إلى "رسائل ناطقة" تروي تاريخها وقصة اكتشافها عبر الهواتف الذكية.
وأشار إلى أن المتحف سيعرض 57 ألف قطعة أثرية من إجمالي 100 ألف قطعة، بينما تم تخصيص قاعتين بمساحة 7 آلاف متر مربع لكل منهما لعرض مقتنيات الملك توت عنخ آمون كاملة، للمرة الأولى، وعددها 5537 قطعة، مقارنة بمساحة 700 متر مربع فقط كانت مخصصة لها في المتحف المصري بالتحرير.
وتتضمن المعروضات مقصورة الإله أنوبيس المصنوعة من الخشب المذهب وكرسي العرش الذهبي للملك توت عنخ آمون، إلى جانب عروض افتراضية توثق قصة اكتشاف المقبرة عام 1922،وتعود أهميتها باعتبارها أكمل كنز ملكي عُثر عليه ولا نظير له وتمثل مجموعة تحف صنعت بمهارة في أزهى عصور الدولة الحديثة حين انفتحت مصر على أقاليم الشرق الأدنى القديم بفضل الحملات العسكرية والعلاقات التجارية، كما أنها تعطى صورة عن كيفية تجهيز المقابر الملكية في تلك الفترة.
ويقدم المتحف تجربة واقع افتراضي لمقبرة توت عنخ آمون تسمح للزوار بالتجول داخل الغرف واستكشاف القطع الأثرية، كما كانت لحظة اكتشافها، ومشاهدة ما بداخل حجرة الدفن، بالإضافة إلى شرح صوتي تفاعلي يأخذهم في جولة عميقة داخل التاريخ.
وختم ريحان حديثه قائلاً إن افتتاح المتحف المصري الكبير بهذا المستوى التقني والثراء الأثري يمثل نقطة تحول في عرض وتقديم الحضارة المصرية للعالم، ورسالة تؤكد أن مصر لا تزال تُبهر العالم كما أبهرتهم قبل قرن باكتشاف توت عنخ آمون.
مصر على موعد مع التاريخ في افتتاح المتحف المصري الكبير:
- بدأت مصر تخطط لإنشاء أكبر متحف للآثار في العالم منذ أكثر من عشرين عامًا ويجمع بين عبق الماضي وروح الحاضر.
- وضع حجر الأساس للمتحف المصري الكبير عند سفح أهرامات الجيزة، في موقع فريد يجمع بين أعظم رموز التاريخ الإنساني في عام 2002
- مر المشروع بعدة مراحل من البناء والتصميم، شارك فيها مئات الخبراء والمهندسين من مصر والعالم، حتى تحول الحلم إلى حقيقة ملموسة على أرض الجيزة.
- واجه المشروع تحديات كثيرة، لكن الإرادة المصرية لم تتراجع لحظة واحدة وفي كل عام، كانت تقترب الخطوة أكثر من الافتتاح الكبير.
- يقف المتحف المصري الكبير جاهزًا ليستقبل زواره من كل أنحاء العالم، واجهة زجاجية ضخمة تطل على الأهرامات، وقاعات عرض مجهزة بأحدث تقنيات الإضاءة والحفظ والعرض المتحفي.
- أكثر من خمسين ألف قطعة أثرية تعرض داخل هذا الصرح، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون لأول مرة في التاريخ، داخل قاعة مصممة لتأخذ الزائر في رحلة إلى قلب مصر القديمة.
- من أهم مقتنيات توت عنخ آمون التي ستعرض في المتحف ( التابوت الذهبي- قناع الملك- كرسي العرش- والخنجر).
- يضم المتحف تمثال الملك رمسيس الثاني الذي استقر في موقعه المهيب داخل البهو العظيم.
- في الأول من نوفمبر، تفتتح مصر أبواب المتحف المصري الكبير للعالم أجمع، افتتاح يعد صفحة جديدة في تاريخ الحضارة، واحتفاء بجهود أجيال عملت على صون تراث لا مثيل له.
- المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى بل رسالة من مصر إلى العالم، بأن الحضارة التي بدأت هنا لا تزال تنبض بالحياة.