بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

صحتك فى أمان (202)

أهمية السمّاعة الطبية عند الطبيب

قد يقول الطبيب إنها المسافة التى تفصله عن المريض وقد يقول إنها أمرٌ خاصٌ جداً فلا احد «يسترخص» فى شرائها وقد يقول الطبيب أن عنده أكثر من سماعة ويحتفظ بواحدة فى السيارة وواحدة من أيام الكلية وواحدة فى البيت وذلك لأنها « Life saving» فهى جهاز التواصل بينك وبين المريض ولا يستطيع الطبيب أن يفعل للمريض شيئاً قبل أن يضع السماعة فوق المريض فى أغلب الأحيان.
والسمّاعة ليست فقط للقلب نسمع بها الضربات فهى كافية للتشخيص والمقارنة مع النبض والمقارنة مع الضغط لكى تعطى تقريراً كاملاً بالحالة قبل أى فحص وفى الأمراض الصدرية فحدث ولا حرج وهى من أساسيات الكشف على الرئة وفى البطن لا تتعجب ان وضع الطبيب «الجراح» السماعة على البطن فأصوات الأمعاء قد تغنى عن «فتح البطن» ويسمع بها طبيب النساء أيضاً نبض الجنين.
ووضع السماعة الطبية على المريض فى بلاد الشرق يختلف عن غيرها فى بلاد أخرى لأنه ما زال هناك حياء فى بلادنا عندما يتحاشى الطبيب أن تلامس يده جسد المريضة وهذا هام جداً أثناء وبعد الكشف وقد لا يكون من صنعوا السماعة الطبية فى بلادهم على علم بما سيكون فيمن جاء بعدهم وأظن أنه ما من طبيب إلا وطلب منه أحد البسطاء أن يضع السماعة على صدره أو قلبه لكى يطمئنه ولو من باب المجاملة وأخيراً وليس آخراً السماعة هى الجهاز المقدس عند الأطباء وهى لا شك عند كل طبيب من أهم الأجهزة التى يحرص على شرائها أو اقتنائها ان كانت هدية أو مكافأة على عمل ما وسواء كنت طبيب جراح أو باطنى أو أسنان فلا مانع من ان تحمل السماعة الطبية ولا تخلو عيادة طبية منها أبداً.
والسماعة الطبية هى زميل الدراسة وبدونها لا تدخل الامتحان وهى أساس الوقوف فى الاستقبال وهى فى جيبك اذا ركبت الأتوبيس وهى أمامك أثناء المذاكرة ولا تمر على شارع القصر العينى إلا وتتذكر أنك بحاجة إلى واحدة جديدة مع أنك عندك منها الكثير والمحزن أن السماعات الأصلية أصبحت غالية جداً (وأول سمّاعة طبّية كما هو مسطور فى مواقع البحث فى عام 1826 اخترعها الطبيب الفرنسى رينيه لينيك باستخدام أنبوب ورقى طويل ملفوف لنقل الصوت من صدر المريض لأذنه وبعد مُضى خمسة وعشرين عاماً طوَّرَ الطبيب جورج كامان من نيويورك أول سمَاعة طبيَّة تحتوى على أنبوب مخصص لكل أذن وحافظ هذا التصميم على شكله لأكثر من 100 عام مع تعديلات بسيطة واستمر الحال على ما هو عليه حتى أوائل عام 1960 حيث قام الطبيب ديفيد ليتمان الأستاذ فى كلية الطب بجامعة هارفرد وطبيب القلب المميز والمرجع الدولى المعترف به فى تخطيط كهربية القلب بتسجيل براءة اختراع لسمّاعة طبيَّة ثورية ساعدت فى تحويل جهاز الاستماع البسيط إلى أداة تشخيص قوية (منقول من الانترنت).
ويعاتبك المريض فيقول (يا دكتور بس أنت ما «حطتش» السماعة عليّ) فهى الاقرار الطبى من المريض أنك كشفت عليه ويقول العارفون بالسماعة انها جمّاعة للأصوات رفّاعة اذا امتلأت القاعة واحذر أنّها خدّاعة لمن لا يريد طاعة ولا تنفع فى الوداعة ولا فى الصياعة وبها يبغى الطبيب الشجاعة يوم الشفاعة وهى الضرورة مثل الرضاعة وغير ذلك اشاعة فلا تبغى للوقت اضاعة فليس مثلها فى البراعة.

استشارى القلب - معهد القلب
[email protected]