بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

الثمن الحقيقى لاغتيال الرئيس الأمريكى «جون كينيدى»

شاهدت وسمعت فيديو فى إحدى قنوات التواصل الاجتماعى، والمتحدث ناشط سياسى أمريكى، يخاطب الشعب الأمريكى عن الأسباب الحقيقية لمقتل الرئيس الأمريكى چون كينيدى، ولاعجابى به قمت بتحويله إلى نص كتابى وترجمته إلى اللغة العربية وهو كالتالي:
فى الثانى والعشرين من نوفمبر عام ١٩٦٣، فى دالاس، تكساس، كان رئيسًا شابًا، مفعمًا بالحياة، يمرّ فى شوارع المدينة فى سيارة مكشوفة، يبتسم ويُلوّح للناس، وفى لحظة خاطفة، دوّى إطلاق النار، سقط جون كينيدى.
لم تفقد أمريكا رئيسا فقط فى ذلك اليوم، بل فقدت استقلالها. ومنذ تلك اللحظة، بدأ الشعب الأمريكى يعيش فى وهمٍ كبير. كان كينيدى أكثر من مجرد سياسى، كان يجسّد الشباب والطاقة والأمل. كان وجه أمريكا الجديدة،
أمريكا التى تتحدث عن السلام بدلا من الحروب التى لا تنتهى.
القصة الرسمية قالت إن القاتل كان فردا واحدا، لكنها كانت كذبة. لقد خُدع الشعب الأمريكى، ولُقّن روايةً زُيّفت لحماية المذنبين. لماذا سمع الشهود أكثر من طلقة؟، ولماذا اختفت الأدلة؟، لأن الحقيقة كانت تشير إلى واقعٍ أكثر ظلاما. كينيدى تحدّى النظام نفسه، واجه وكالة المخابرات المركزية، وتحدّى البنتاجون، والأخطر من ذلك واجه مشروع إسرائيل النووى السرى فى ديمونة، وطالب بالتفتيش عليه، ورفض السماح لإسرائيل بإشعال سباق تسلّحٍ فى الشرق الأوسط. قال «لا»، ولهذا صنع لنفسه أعداء أقوياء. أصابع الاتهام امتدت نحو «الموساد»، جهاز الاستخبارات الإسرائيلى، الذى كان نفوذه متغلغلا فى دوائر القوة الأمريكية. كان لديهم أكثر ما يخسرونه من تحدى كينيدى. لقد هدد طموحاتهم النووية، ووقف فى وجه مشروعهم للهيمنة، فحرصوا على أن يُسكت صوته إلى الأبد. لم يكن ما حدث فى دالاس اغتيالا فحسب، بل كان انقلابا، استيلاءً على الدولة. كانت تلك اللحظة التى سُرقت فيها حرية أمريكا. فبعد مقتل كينيدى، تغيّر كل شيء، كل رئيس جاء بعده أصبح يحركه اللوبى اليهودى الصهيونى، ولاؤهم لم يعد للشعب الأمريكى، بل لإسرائيل، وللنظام الذى يتحكم فيهم. منذ ذلك اليوم، أصبح قادة أمريكا يطيعون الأوامر، وأصبحت لإسرائيل الحصانة المطلقة. مهما ارتكبت من جرائم، ومهما أشعلت من حروب، ومهما دمّرت من أرواح. ذلك هو الثمن الحقيقى لاغتيال كينيدى: اغتيال الاستقلال، وخيانة الحلم الأمريكى. ذلك اليوم فى دالاس لم يكن قتلا لرجلٍ فقط، بل كان قتلا لسيادة أمريكا، ورسالةً إلى العالم كله: من يتجرأ على مواجهة النظام، سوف يُدمَّر، حتى لو كان رئيس الولايات المتحدة نفسه. حكومتك لم تعد حكومتك، والعلم الذى يرفرف فوق عاصمتك مخطوف. لقد أصبحت بلادك تُحكم وتُدار من الخارج، عبر الموساد ولوبياته ونفوذه فى ساسة أمريكا، ولهذا تُرسَل أبناؤكم ليقاتلوا فى حروبٍ لا تخصكم، ليدافعوا لا عن الحرية، ولا عن أمريكا، بل عن مصالح دولةٍ أجنبية. لهذا، تملك إسرائيل حصانةً مطلقة، مهما ارتكبت من جرائمٍ أو أراقت من دماء. كل رئيسٍ جاء بعد كينيدى وعدكم بالأمل والتغيير، لكنها كانت وعودا زائفة. لم يهتمّوا بكم يوما، ولن يهتمّوا، لأنهم لا يخدمونكم، بل يخدمون النظام الذى يمتلكهم.
يا أمريكا.. لن تحصلى على رئيسٍ مخلصٍ حقا، ما دمتِ تحت السيطرة الأجنبية، ولن تنالى حريتكِ، حتى تعترفى بأن قادتك تُحرَّك من وراء البحار. لا تدعى موت كينيدى يذهب سُدى، لا تسمحى لأطفالك أن يكبروا فى وطنٍ يخدم علما غير علمه. لا ترسلى أبناءك ليقاتلوا الأبرياء فى حروبٍ ليست حروبهم، ولا تدافع عن حريةٍ ليست حريتكم، بينما وطنكم ينهار أمام أعينكم.
وللجندى الأمريكى أقول: أنت ترتدى الزيّ العسكرى مؤمنا بأنك تدافع عن الحرية، وتذهب إلى أراضٍ بعيدة تحت شعاراتٍ مثل «لنجعل أمريكا عظيمة»، مقتنعا أنك تحمى شعبك، لكن الحقيقة أنك لا تقاتل من أجل الحرية، بل يتم استغلالك، شجاعتك تُستغل، وتضحيتك تُهدر، ويُرسل جسدك ليُدفن فى حروبٍ ليست حروبك، وفى معارك لا تخص أمريكا، بل تخدم أجندةً أجنبية تتحكم فى قادتك. أيها الجندى، واجبك الحقيقى ليس أن تجعل أمريكا تقاتل من أجل إسرائيل، بل أن تجعل أمريكا حرّة من جديد، من أجلك، ومن أجل أبنائك، ومن أجل الشعب الذى أقسمت على حمايته.
ولكل أمٍ وأبٍ وأسرةٍ فى أمريكا: لا ترسلوا أبناءكم ليقاتلوا الأبرياء فى حروبٍ كاذبة، ولا تضحّوا بهم من أجل أجنداتٍ أجنبية، احفظوهم فى الوطن، فهنا المعركة الحقيقية، من أجل كرامتكم، وحريتكم، ومستقبلكم، لأن الحقيقة الموجعة هي: ما دامت أمريكا غير حرّة، فكل جنديٍ يموت فى الخارج لا يموت من أجل الحرية، بل من أجل لا شيء. وإن لم تستيقظ أمريكا قريبا، فسيختفى حلم كينيدى، حلم السلام والكرامة والعدالة.

محافظ المنوفية الأسبق