هدية مصر للعالم
يعتبر المتحف المصرى الكبير الذى يتم افتتاحه اليوم هدية مصر للعالم.. حدثًا عالميًا طال انتظاره ويمثل تتويجًا لسنوات من العمل المتواصل ونقلة نوعية فى عرض وتوثيق الحضارة المصرية القديمة وهو أحد أبرز المنارات الحضارية فى العالم والتى تجسد رؤية الدولة فى صون تراثها وتقديمه للعالم فى مزيج فريد يجمع بين عراقة التاريخ وروعة التصميم وتجربة عرض متكاملة تستخدم أحدث التقنيات التفاعلية فى تقديم الآثار بما يعكس مكانة مصر الريادية على خريطة السياحة العالمية.. وهو أكبر مجمع متاحف أثرية فى العالم مخصص لحضارة واحدة.. وأشارت منظمة «اليونسكو« إلى أنه سيمنح للزوار الأجانب والمصريين فرصة فريدة للتنقل عبر أكثر من 5 آلاف عام من التاريخ المصرى القديم.. وهو يمتد على مساحة 490 ألف متر مربع ويضم مدخلًا رئيسًا به تمثال للملك رمسيس الثانى وأكثر من 57 ألف قطعة أثرية تروى تاريخ مصر عبر العصور بالإضافة إلى الدرج العظيم الذى يمتد على مساحة حوالى 6 آلاف متر مربع.. كما يضم 12 قاعة عرض رئيسة.. بالإضافة إلى متحف الطفل ومن المتوقع أن يجذب المتحف نحو 5 ملايين زائر سنويًا.. ويشهد حفل الافتتاح حضور عدد من الرؤساء والملوك وكبار الشخصيات العامة والكيانات الدولية..
بدأت فكرة إنشاء المتحف فى تسعينيات القرن العشرين ليكون أكبر متحف بالعالم يضم آثار الحضارة المصرية القديمة وتطورت الفكرة حتى أصبح المتحف واقعا فى العام الحالى، ويتم افتتاحه اليوم.. والبداية فى وضع حجر أساس المشروع فى فبراير 2002 وأطلقت مصر مسابقة معمارية دولية لأفضل تصميم للمتحف وفاز بالمسابقة تصميم مقدم من مكتب استشارى صينى أيرلندى اعتمد على أن تمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هى المتحف المصرى الكبير كما يبدو المتحف نفسه من منظور رأسى على شكل هرم رابع.. وفى يناير 2018 جرى نقل تمثال الملك رمسيس الثانى إلى موقع المتحف ليكون أول قطعة أثرية تستقر داخله.. واكتملت أعمال تشييد المتحف فى 2021.. بدأ التشغيل التجريبى للمتحف الذى صمم لاستيعاب أكثر من 100 ألف قطعة أثرية فى 16 أكتوبر 2024.. وأنهت محافظة الجيزة أعمال تطوير ورفع كفاءة طريق الفيوم بالكامل وشملت الرصف والتجميل والإنارة بما يضمن ظهور الطريق فى أبهى صورة استعداداً لاستقبال ضيوف مصر وبما يليق بمكانة المتحف كأكبر صرح ثقافى وسياحى فى العالم..
وخصصت محافظة القاهرة عدد من شاشات العرض ببعض الميادين لبث مواد ترويجية عن المتحف المصرى الكبير ورفعت أجهزة المحافظة كفاءة طريق مطار القاهرة الدولى وتشمل أعمال التطوير الرؤية البصرية للطريق الدائرى وتضمنت طلاء المبانى على جانبى الطريق بألوان متناسقة وتركيب اللوحات الإعلانية والمضيئة.. تستحق مصر كل هذا الاهتمام العالمى والمؤكد ان هذا المتحف يعد نقلة نوعية بكل المقاييس.