العملية الأكثر تعقيدًا.. مراحل ترميم مقاصير "توت عنخ آمون" ونقلها للمتحف الكبير
قال الدكتور نور بدر رئيس فريق التوثيق بالليزر لمشروع نقل مقاصير الملك توت عنخ آمون، إن توثيق وترميم ونقل مقاصير الملك "توت عنخ آمون" إلى المتحف المصري الكبير أحد أكبر وأعقد المشروعات التي نُفذت ضمن خطة نقل مجموعة الملك الذهبي إلى المتحف المصري الكبير، فقد شكلت المقاصير تحديًا استثنائيًا من حيث حجمها الضخم، وتعقيد تركيبها البنائي، وحالتها من الحفظ غير المستقرة.
وأضاف بدر في حديثه لـ"الوفد"، أنه منذ بداية المشروع واجه الفريق المصري تحديات فنية وعلمية ولوجستية كبيرة، فقد تم استدعاء عدد من اللجان العلمية الدولية من جهات أجنبية متخصصة لتقييم حالة المقاصير، وأوصت تلك اللجان بعدم نقلها نهائيًا إلى المتحف الكبير بسبب هشاشتها وخطورة تحريكها في تلك الحالة.
وتابع: لكن كان القرار وقتها هو أنه لن نترك المقاصير في حالتها المتدهورة، وسيتم إنقاذها وترميمها ونقلها الي المتحف المصري الكبير بأيادٍ مصرية خالصة، وتم تشكيل لجنة وطنية موسعة من نخبة المتخصصين في الترميم، والفحص العلمي، والتوثيق العلمي، لوضع خطة شاملة للتعامل مع المقاصير.
وأوضح بدر، أن الخطة شملت ثلاث مراحل رئيسية، وهي:-
- التوثيق العلمي الكامل قبل أي تدخل، باستخدام التصوير الفوتوغرافي عالي الدقة، والمسح ثلاثي الأبعاد، والرسم الهندسي الدقيق.
- الفحص والتحليل العلمي باستخدام أجهزة الأشعة السينية (X-Ray) ووسائل التصوير غير التدميرية لفهم التركيب الداخلي والميكانيكي للمقاصير، وتحديد نقاط الضعف.
- وضع خطة فك آمنة تعتمد على تحليل مناطق الاتصال، وأنواع المواد اللاصقة، ونقاط التحميل، لضمان فصل الأجزاء دون أي فقد مادي أو تلف في طبقات المذهبة.
وأكدت أنه قبل البدء في عملية الفك، نُفذت أعمال ترميم دقيقة وشاملة داخل قاعات المتحف المصري بالتحرير، تم تثبيت الطبقات المذهبة، ومعالجة مناطق التلف في طبقات الجص، فقد استخدمنا مواد تثبيت عضوية متوافقة مع طبيعة الخشب والذهب، لضمان الاستقرار البنيوي للمقصورة أثناء الفك.
وتم فصل المقاصير على مراحل باستخدام وسائل دعم هندسية متخصصة، وتغليف كل جزء بخامات خالية من الأحماض مع طبقات حماية متعددة من الفوم التقني والمواد العازلة للاهتزاز، ونقل الأجزاء باستخدام أنظمة رفع ميكانيكية دقيقة وتحت إشراف فريق الترميم والآثار بشكل مباشر.
واستمرت هذه العملية 4 سنوات كاملة من العمل المتواصل حتى تم نقل المقاصير الأربع إلى المتحف المصري الكبير بأمان.
واختتم: اليوم تقف مقاصير الملك "توت عنخ آمون" في قاعة العرض الملكي بالمتحف المصري الكبير شاهدة على قدرة المرمم المصري على مواجهة المستحيل، حيث أثار نجاح المشروع دهشة وإعجاب الخبراء والجهات الأجنبية التي كانت قد حذرت من نقلها، مؤكدين أن ما تحقق يُعد إنجازًا علميًا وهندسيًا فريدًا يليق بعظمة الملك الذهبي وبكفاءة أبناء مصر في صون تراثهم.
مصر علي موعد مع التاريخ في افتتاح المتحف المصري الكبير
- بدأت مصر تخطط لإنشاء أكبر متحف للآثار في العالم منذ أكثر من عشرين عامًا ويجمع بين عبق الماضي وروح الحاضر.
- وضع حجر الأساس للمتحف المصري الكبير عند سفح أهرامات الجيزة، في موقع فريد يجمع بين أعظم رموز التاريخ الإنساني في عام 2002
- مر المشروع بعدة مراحل من البناء والتصميم، شارك فيها مئات الخبراء والمهندسين من مصر والعالم، حتى تحول الحلم إلى حقيقة ملموسة على أرض الجيزة.
- واجه المشروع تحديات كثيرة، لكن الإرادة المصرية لم تتراجع لحظة واحدة وفي كل عام، كانت تقترب الخطوة أكثر من الافتتاح الكبير.
- يقف المتحف المصري الكبير جاهزًا ليستقبل زواره من كل أنحاء العالم، واجهة زجاجية ضخمة تطل على الأهرامات، وقاعات عرض مجهزة بأحدث تقنيات الإضاءة والحفظ والعرض المتحفي.
- أكثر من خمسين ألف قطعة أثرية تعرض داخل هذا الصرح، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون لأول مرة في التاريخ، داخل قاعة مصممة لتأخذ الزائر في رحلة إلى قلب مصر القديمة.
- من أهم مقتنيات توت عنخ آمون التي ستعرض في المتحف ( التابوت الذهبي- قناع الملك- كرسي العرش- والخنجر).
- يضم المتحف تمثال الملك رمسيس الثاني الذي استقر في موقعه المهيب داخل البهو العظيم.
- في الأول من نوفمبر، تفتتح مصر أبواب المتحف المصري الكبير للعالم أجمع، افتتاح يعد صفحة جديدة في تاريخ الحضارة، واحتفاء بجهود أجيال عملت على صون تراث لا مثيل له.
- المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى بل رسالة من مصر إلى العالم، بأن الحضارة التي بدأت هنا لا تزال تنبض بالحياة.