بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

باحثون يبتكرون دواءً جديدًا بقدرة استثنائية ضد أنواع متعددة من السرطان

بوابة الوفد الإلكترونية

 ابتكر فريق بحثي عاملًا كيميائيًا جديدًا قد يُحدث نقلة نوعية في علاج السرطان، بعد أن أظهر قدرة استثنائية على تدمير الأورام في الدراسات ما قبل السريرية.

مرض السرطان بكل أنواعه سيعتمد علاجه في المستقبل على جهاز المناعة البشري -  BBC News عربي

 وأطلق العلماء، بمشاركة فريق من جامعة فيينا الطبية ومركز أبحاث HUN-REN للعلوم الطبيعية وجامعة Eötvös Loránd في بودابست، على المركب الجديد اسم LiPyDau، وهو علاج تجريبي أثبت فعاليته ضد أنواع عدة من السرطانات، بما في ذلك سرطان الجلد والرئة والثدي، حتى في الحالات المقاومة للعلاجات التقليدية.

 ويعد العلاج الكيميائي إحدى الركائز الأساسية في مواجهة السرطان منذ عقود، إلا أنه ما زال يواجه تحديات كبيرة أبرزها الآثار الجانبية السامة ومقاومة الأدوية، ومن هذا المنطلق، ركّز الفريق بقيادة البروفيسور جيرجيلي سزاكاكس على تطوير دواء أكثر أمانًا وفاعلية يمكنه تجاوز هذه العقبات.

 وصمم العلماء مشتقا جديدًا من فئة الأنثراسيكلينات، وهي مجموعة من الأدوية الكيميائية الفعالة في علاج السرطان. واعتمد الفريق على تعديل مركب معروف يسمى "داونوروبيسين" لإنتاج صيغة أكثر قوة تعرف بـ "2- بيرولينو- داونوروبيسين"، لكنها كانت شديدة السمية عند استخدامها مباشرة.
 وللتغلب على هذه المشكلة، ابتكر العلماء تقنية لتغليف الدواء داخل حويصلات دقيقة تسمى "ليبوزومات"، ما سمح بإيصال الدواء مباشرة إلى الخلايا السرطانية وتقليل تأثيره على الأنسجة السليمة، وأُطلق على هذا الشكل الجديد اسم LiPyDau.

 وفي التجارب التي أُجريت على الفئران، حقق LiPyDau نتائج مذهلة؛ إذ أدت جرعة واحدة منه إلى تثبيط شبه كامل لنمو الأورام في نموذج سرطان الجلد، كما كان فعالًا ضد سرطان الرئة وسرطان الثدي العدواني، وفي بعض الحالات الوراثية الصعبة من سرطان الثدي، نجح العلاج في القضاء التام على الأورام.

 وتنبع فعالية LiPyDau من آلية فريدة، إذ يقوم الدواء بربط سلسلتي الحمض النووي (DNA) داخل الخلايا السرطانية بشكل دائم، ما يسبب تلفًا جينيًا لا يمكن إصلاحه، فتفقد الخلايا قدرتها على الانقسام وتدخل في عملية الموت الخلوي.

 يذكر أن أدوية الأنثراسيكلين مثل "داونوروبيسين" تُستخدم على نطاق واسع حول العالم، وتدرجها منظمة الصحة العالمية ضمن قائمة الأدوية الأساسية. إلا أن استخدامها التقليدي يظل محدودًا بسبب السمية العالية والمقاومة الدوائية، وهو ما قد يغيره LiPyDau بفضل تقنيته القائمة على التغليف الليبوزومي.

 وقال البروفيسور سزاكاكس: "تظهر نتائجنا أن تغليف مركب "2- بيرولينو-داونوروبيسين" داخل "ليبوزومات" يتيح استخدام دواء قوي كان يعتبر سابقًا شديد السمية، الخطوة التالية ستكون التحقق من إمكان تطبيق هذه النتائج الواعدة في التجارب السريرية على البشر".