أيهما أفضل ليلة الجمعة.. قيام الليل أم الصلاة على النبي ﷺ؟
 
 
ليلة الجمعة من أعظم الليالي عند الله، فهي ليلة تتنزّل فيها الرحمات وتُضاعف فيها الأجور، ويحرص فيها المسلمون على الاجتهاد في الطاعة، بين من يُحييها بالقيام وقراءة القرآن، ومن يُكثر من الصلاة والسلام على الحبيب المصطفى ﷺ.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، أن قيام الليل والصلاة على النبي ﷺ من أفضل الأعمال في ليلة الجمعة، لكن كلٌّ له فضله ووقته الذي يليق به.
وظائف الأوقات في العبادة
قال الدكتور عاشور، خلال لقائه في برنامج "دقيقة فقهية"، إن النبي ﷺ بيّن للمسلمين وظائف الأوقات، أي أن لكل وقت عبادة تُناسبه وتُرجى بها المضاعفة.
فقال: «كما أن وقت الصلاة هو للركوع والسجود وقراءة القرآن، فإن الثلث الأخير من الليل هو وقت الاستغفار والدعاء والخشوع بين يدي الله».
وأشار إلى أن قيام الليل في الثلث الأخير من الليل من أحب الأعمال إلى الله، بينما الصلاة على النبي ﷺ هي الأفضل في يوم الجمعة وليلتها، لما ورد في الأحاديث الصحيحة من مضاعفة الأجر وعلو المنزلة لمن داوم عليها.
الصلاة على النبي ﷺ ليلة الجمعة
تُعدّ الصلاة والسلام على رسول الله ﷺ من أعظم القربات، خاصة في ليلة الجمعة ويومها، إذ قال ﷺ:«إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ» [رواه أبو داود].
وقال العلماء إن الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ سبب لمغفرة الذنوب، ورفع الدرجات، وزيادة القرب من الله ورسوله، وهي عبادة تُحيي القلب وتُطهّره من الغفلة، ويُستحب للمسلم أن يجعل له وِردًا ثابتًا منها في كل يوم، ويُكثر منها خصوصًا ليلة الجمعة.
فضل قيام الليل
ورغم أن الصلاة على النبي ﷺ هي الأفضل في يوم الجمعة، فإن قيام الليل في ليلتها من أجلّ القربات أيضًا، فقد قال أحد السلف:«أتعجب ممن له عند الله حاجة كيف ينام وقت السحر».
وورد عن النبي ﷺ قوله:«أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل» [رواه مسلم].
قيام الليل يُورث السكينة، ويُطهّر النفس من الذنوب، ويُقوّي الصلة بالله، وهو من أسباب قبول الدعاء ومغفرة الذنوب، كما أنه دأب الصالحين وعباد الرحمن الذين قال الله فيهم:﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ﴾ [السجدة: 16].
كيفية أداء صلاة قيام الليل
تُصلّى صلاة الليل مثنى مثنى، كما ورد عن النبي ﷺ:«صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة توتر له ما قد صلى» [متفق عليه].
ويُستحب أن تكون الصلاة بخشوع وطمأنينة دون استعجال، فالقليل من الركعات بخشوعٍ خير من كثيرٍ بلا حضور قلب.
أما الوتر، فيُصلّى ركعة أو ثلاثًا أو خمسًا أو سبعًا أو تسعًا، كما ثبت عن النبي ﷺ، ويُختم بها القيام.
ماذا يُقرأ في قيام الليل
يُسنّ أن يقرأ المسلم في صلاته ما تيسّر من القرآن، ويرتّل الآيات بتمعّن وتدبّر، فيسأل الرحمة عند آيات الرحمة، ويستعيذ بالله عند آيات العذاب، ويُسبّح عند آيات التسبيح، حتى تكون صلاته حيّة متصلة بالقرآن.
أوضح الدكتور مجدي عاشور أن قيام الليل هو الأفضل في الثلث الأخير من الليل، بينما الصلاة على النبي ﷺ هي الأفضل في ليلة الجمعة ويومها، لأن لكلٍّ منهما فضله وزمانه، ومن جمع بينهما فقد نال خير الدنيا والآخرة.
