بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

خط أحمر

نهاية تليق بواحد مثله

لا أظن أن خبرًا أرعب بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة التطرف فى تل أبيب، قدر ما أرعبه الخبر الذى أذاعته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن أحدث استطلاع رأى جرى فى إسرائيل. 

الاستطلاع أجراه معهد لازار الإسرائيلى للأبحاث، وهو معهد خاص لا يتبع الحكومة، واستطلاعه جرى يومى ٢٢ و٢٣ من هذا الشهر على عينة شملت ٥٠٠ من الإسرائيليين، وكان السؤال فى الاستطلاع عما إذا كان كل فرد من أفراد العينة يؤيد تشكيل لجنة للتحقيق فى المسئولية عما جرى فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، أم أنه لا يؤيد ذلك؟ 

كشف الاستطلاع عن أن ٦٤٪ من أفراد العينة التى جرى اختيارها عشوائيًا يؤيدون تشكيل مثل هذه اللجنة ويدعون إلى سرعة تشكيلها. 

هذا أسوأ خبر سمع به نتنياهو، لأن العينة عشوائية، وبالتالى، فمعنى النتيجة التى كشف عنها الاستطلاع، أن غالبية المجتمع الإسرائيلى ترى ما يراه أفراد العينة، وهذا معناه أن لجنة كهذه حين تتشكل سوف تجلس لتنظر فى الإخفاق الأمنى والعسكرى الذى جرى فى السابع من أكتوبر، وسوف تضع المسئولية عن الإخفاق على كاهل الذين كانوا فى موقع القرار وقت وقوع الهجوم، وسوف يكون رئيس حكومة التطرف رقم واحد فى قائمة المسئولين عن الإخفاق، وسوف يترتب على ذلك حساب، ومساءلة، وعقاب. 

طوال عامين من الحرب الوحشية على الفلسطينيين فى قطاع غزة، كان نتنياهو يهرب من مثل هذه اللحظة، وكان كلما أحس بأن هناك مَنْ يدفع فى اتجاه تشكيل لجنة تحقيق فيما وقع، راح يواصل هروبه للأمام محاولًا أن يُبعد عنه تداعيات تشكيل لجنة تحقيق من هذا النوع وبهذه المهمة. 

وهو لا ينسى أن فى تاريخ الدولة العبرية لجنة شهيرة اسمها لجنة أجرانات، وأنها حققت فى أسباب الهزيمة الإسرائيلية الثقيلة فى حرب أكتوبر ١٩٧٣، واستدعت أمامها كل المسئولين عن الهزيمة دون استثناء، وكانت القائمة وقتها تبدأ من جولدا مائير، التى كانت ترأس الحكومة وقت الحرب، وصولًا إلى أصغر مسئول فى إسرائيل. 

وقد أدانتهم جميعًا وعاشوا من بعدها مدانين، وهذا ما يُفزع نتنياهو، ويفزعه أكثر أن الأمر فى حالته سوف لا يتوقف عند حدود الإدانة، وإنما يمكن جدًا أن يصل إلى السجن، فيكون هذا هو أسوأ ختام لحياته. وحين يحدث هذا، وغالبًا سيحدث هذا، فإنها ستكون نهاية تليق بواحد مثله عاش يتغذى على القتل فى أرض فلسطين.