مشهد الحب الخالد على عرش توت عنخ آمون.. حكاية الملك وزوجته
يظل العرش الذهبي للملك توت عنخ آمون أحد أعظم الشواهد الفنية التي حفظت للحضارة المصرية القديمة إنسانيتها ودفئها العاطفي، فبين طيات الذهب وألوان الزخارف المتقنة يختبئ مشهد رقيق يصور لحظة حب نادرة جمعت الملك الشاب بزوجته الجميلة عنخ إس إن آمون، ابنة الملك إخناتون والملكة نفرتيتي.

هذا المشهد الذي يزين ظهر العرش لا يعبر فقط عن علاقة زوجية، بل يروي قصة مودة إنسانية خالدة بين ملك وملكة جمعتهما الملوكية والعاطفة معًا، ويظهر الملك توت عنخ آمون جالسًا على العرش مرتديًا التاج الأزرق، بينما تتقدم نحوه زوجته في مشهد مليء بالحنان، تضع يدها برقة على كتفه، وتقدّم له طوقًا من الزهور في لفتة تحمل رمزية الحب والحماية والارتباط الروحي، وهذه اللمسة الفنية تعكس رؤية المصري القديم للحب باعتباره طاقة مقدسة تجمع بين الرجل والمرأة في الحياة والأبدية.

من هي زوجة توت عنخ آمون ؟
زوجة الملك، عنخ إس إن آمون، كانت ابنة إخناتون ونفرتيتي، أي أنها من الأسرة نفسها، وتزوجت من توت عنخ آمون في سن صغيرة بعد أن أعيدت عبادة الإله آمون إلى مكانتها، وكانت تُعد رمزًا للجمال والأنوثة في البلاط الملكي، وظهرت صورتها على العديد من القطع التي وُجدت داخل المقبرة، لكن مشهدها على العرش الذهبي يظل الأجمل والأكثر حميمية على الإطلاق.
العرش نفسه قطعة فنية مدهشة، مصنوع من الخشب المغطى بأوراق الذهب، ومطعّم بالأحجار والزجاج الملون، والألوان الزاهية والنقوش الدقيقة تعكس دقة لا مثيل لها في الصنعة، أما الأرجل على شكل الأسود فترمز إلى قوة الملك وهيبته، في حين أن الأجنحة المقدسة والرموز المحفورة على الذراعين تشير إلى حماية الآلهة للأسرة الملكية.

مشهد الحب على العرش الذهبي لتوت عنخ آمون لا يُعد مجرد تفصيل زخرفي، بل هو رسالة إنسانية من أعماق التاريخ، تُجسد لحظة دفء بين ملك وملكة عاشا في قلب عصر ذهبي، وظل حبهما منقوشًا في الذهب، خالدًا إلى الأبد