زاهي حواس لـ"الوفد": مشهد توت عنخ آمون مع زوجته على عرشه يكشف الجانب الإنساني له
قال عالم الآثار الدكتور زاهي حواس، ووزير الأثار السابق، إن مشهد الحب الذي يجمع الملك توت عنخ آمون بزوجته عنخ إس إن آمون على العرش الذهبي، يُعد من أندر وأجمل اللقطات الفنية في التاريخ الإنساني، لأنه يكشف عن البعد الإنساني والعاطفي في حياة المصريين القدماء، وليس فقط عن مظاهر القوة والسلطة.

زاهي حواس: المشهد المرسوم على ظهر العرش يجسد لحظة دافئة بين الملك وزوجته
وأوضح زاهي حواس في تصريح خاص لـ" بوابة الوفد" الإلكترونية، أن هذا المشهد المرسوم على ظهر العرش يجسد لحظة دافئة بين الملك الشاب وزوجته، حيث يظهر الملك جالسًا بينما تضع الملكة يدها على كتفه في لمسة حنان مفعمة بالمشاعر، مشيرًا إلى أن هذه التفاصيل الصغيرة تعكس رؤية المصري القديم للحب والعائلة، باعتبارهما رمزًا للانسجام بين الإنسان والكون، وتجسيدًا لفكرة "الحياة الأبدية" التي آمن بها الفراعنة.

وتابع حواس أن الفنان المصري القديم أبدع في تصميم العرش، حيث استخدم الخشب المغطى بأوراق الذهب، وزخرفه بأحجار شبه كريمة وزجاج ملون بدقة متناهية، أما الألوان التي تزين مشهد الحب فهي تحمل رموزًا خاصة؛ فالأزرق يرمز إلى الخلود، والذهبي إلى النور الإلهي، والزهور بين يدي الملكة إلى النقاء والتجدد.
وأكد حواس أن العرش الذهبي المعروض حاليًا داخل المتحف المصري الكبير ليس مجرد قطعة أثرية، بل هو عمل فني وإنساني نادر يروي قصة حب حقيقية بين ملك وملكة عاشا قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام، وما زال حبهما منقوشًا في الذهب شاهدًا على عبقرية المصري القديم وقدرته على تخليد المشاعر في الفن.

