بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

المديرة الإقليمية بمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط:

حنان بلخى: يجب أن يحل السلام محل الحرب والصحة محل المرض

بوابة الوفد الإلكترونية

• الوضع الإنسانى يتدهور مع انخفاض التمويل العالمى وصولها لمستوى خطير
• مصر تمتلك تجارب ومبادرات صحية رائدة ومثال يحتذى به
• 115 مليون شخص فى احتياج للمساعدة الإنسانية

 

خلال الدورة 72 للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، ومن قبل بدء الفعاليات بيوم أثناء الاستعداد لانطلاقها وصولًا لاختطاف إحدى لحظات الاستراحة من الاجتماعات المكثفة بالقاهرة، التقيت الدكتورة حنان بلخى، المدير الإقليمى للمنظمة لإقليم الشرق المتوسط.
وقفة سريعة، لكنها كانت فرصة لا تُفوَّت لطرح بعض الأسئلة المباشرة حول أهم ما يشغل بال المنظمة حاليًا، من نداء القاهرة حول سرطان الثدى، إلى التحديات الصحية الكبرى فى الإقليم، ورؤيتها حول مستقبل الأنظمة الصحية، وباقى برنامج وموضوع الدورة 72 للجنة الإقليمية.. إلى نص الحوار الخاطف والمهم.. وما دار بيننا.
< وسط كل هذا الزخم، ما الرسالة الأساسية التى تحرصين على إيصالها من خلال هذه الدورة؟
<< بكل وضوح: منطقتنا تمرّ بظروف صعبة، من نزاعات إلى كوارث، إلى تراجع تمويل. ووسط هذا كله، الصحة لا يمكن أن تنتظر. شعارنا هذه السنة هو «العمل، الوصول، الإنصاف»، لأنه لا يكفى أن نخطط فقط، يجب أن نتحرك ونوفّر الرعاية لكل من يحتاجها.
< لماذا القاهرة لاستضافة الدورة هذا العام؟
<< مصر لديها تجارب رائدة فى الصحة العامة، خاصة فى مجال صحة المرأة، وعندها مبادرات حقيقية على الأرض. وجودنا هنا ليس فقط لرمزية المكان، بل لأنه يعكس شراكة عملية بين المنظمة والدولة المضيفة.
< ذكرتِ أن «الصحة تحت الهجوم»، ماذا كنتِ تقصدين؟
<< أقصد أن المرافق الصحية تُقصف أحيانًا، الإمدادات تنقطع، والكوادر تنهار تحت الضغط. وإذا لم نغيّر طريقة عملنا، وإذا لم نستثمر فى الأنظمة الصحية بشكل جاد، سنخسر أرواحًا أكثر مما نتخيل، نحن نجتمع فى وقت تتفاقم فيه الأزمات من حروب وكوارث ونزوح وتراجع فى المعونات، ما يهدد بإدخال منطقتنا فى عصور مظلمة. ومع ذلك، ما زال بيننا من يؤمن بولاية هذه المنظمة وبحق الجميع فى الصحة. الإقليم  يواجه تحديات غير مسبوقة، إذ يحتاج أكثر من 115 مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية، فيما تستجيب المنظمة إلى 15 حالة طوارئ، منها ثمانى حالات فى أعلى درجات التصنيف. كما يستضيف الإقليم ما يقرب من نصف النازحين داخليًا فى العالم وأكثر من نصف اللاجئين عالميًا. فالوضع الإنسانى يتدهور مع انخفاض التمويل العالمى إلى مستوى خطير، حيث تواجه خطة الاستجابة الإنسانية فجوة تمويلية تبلغ 80%، وهى النسبة الأعلى فى التاريخ الحديث.
< رغم التحديات ماذا حققت منظمة الصحة العالمية؟
<< حققت الكثير.. حيث أبقت معدلات وفيات الكوليرا ضمن المعايير الدولية (أقل من 1%) فى ثمانى من تسع فاشيات. وتجاوزت معدلات شفاء الأطفال من سوء التغذية الحاد الوخيم 80%. وفى غزة، قدّمت المنظمة أكثر من 22 مليون علاج وجراحة منذ أكتوبر 2023، ودعمت إجلاء أكثر من 7,800 مريض. وفى السودان، دعمت المنظمة تطعيم أكثر من 17 مليون شخص ضد الكوليرا، وعالجت نحو 30 ألف طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم. وفى أفغانستان، استجابت خلال 24 ساعة لزلزال أغسطس بتقديم 52 طنًا من الإمدادات الطبية وأكثر من 13 ألف استشارة. 
< تم إطلاق نداء القاهرة للعمل على سرطان الثدى... لماذا سرطان الثدى تحديدًا؟
<< لأن سرطان الثدى هو أكثر سرطان يصيب النساء فى منطقتنا، ونسب الوفاة لا تزال عالية فقط، لأن كثيرًا من الحالات تُكتشف متأخرة. نداء القاهرة هدفه بسيط: كل امرأة لازم تقدر تكشف بدرى، وتتلقى علاجًا مناسبًا مهما كان مكانها أو ظروفها.
< تقييم مصر من وجهة نظر المديرة الإقليمية لشرق المتوسط؟
<< مصر نجحت فى التخلص من الحصبة والحصبة الألمانية، وتخلصت من فيروس سى، والسيطرة على فيروس بى،  والقضاء على الملاريا وشلل الاطفال وقد بلغت هيئة الدواء فى مصر إلى مستوى النضج الثالث واشارت إلى ان المنظمة والدول الأعضاء بصدد أن نرسى قواعد نظم الشراء الموحد وقد يواجه إقليمنا عجزًا فى العاملين الصحيين فى الفترة المقبلة، لذلك يجب الاستعداد لذلك ومواجهة هذا التحدى.
< بماذا خر جنا من الدورة 72 المنعقدة بالقاهرة فعليًا؟
<< اعتمدنا نداء القاهرة رسميًا، وطلعنا بعدة قرارات مهمة– منها دعم الأنظمة الصحية فى الطوارئ، مكافحة التبغ، وزيادة الوصول للأدوية. لكن الأهم من كل ده، إننا وجّهنا نداء واضح للدول  يعنى اشتغلوا مع بعض، واستثمروا فى الصحة من الداخل، وعدم الاعتماد فقط على المساعدات كما وضعنا خطة لإصلاح النظم الصحية فى غزة، وقد قدمنا الدعم للدول الاعضاء وهناك مبادرة جديدة مع وزارات الهجرة، والتحويل إلى الصحة الرقمية ووضعت مصر مبادئ توجيهية للصحة العامة.
< فى النهاية.. أكدت حنان بلخى ضرورة أن يحل السلام محل الحرب وأن تحل الصحة محل المرض.