بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

علماء يحذرون: الإنسان تسبب في إصابة الدلافين بمرض الزهايمر

الدلافين
الدلافين

يحذر العلماء من خطر جديد يهدد الدلافين، بعدما كشفت دراسة حديثة أن الأنشطة البشرية قد تكون وراء إصابتها باضطرابات دماغية تشبه الزهايمر، نتيجة ازدهار الطحالب السامة الناتجة عن تصريف مياه الصرف الصحي والاحتباس الحراري.

تسمم خفي يقود إلى الارتباك والموت

أظهرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Communications Biology، أن الدلافين التي تتعرض بشكل مزمن للطحالب الخضراء المزرقة، أو ما يُعرف بالبكتيريا الزرقاء، تُصاب باضطرابات عصبية مشابهة لتلك التي يعانيها مرضى الزهايمر من البشر.
وفسّر الباحثون أن السموم الناتجة عن هذه الطحالب، وأبرزها مادة β-N-methylamino-L-alanine (BMAA)، تُحدث تلفًا في الخلايا العصبية وتؤدي إلى تشوش ذهني يدفع الدلافين إلى الجنوح نحو الشواطئ، كما لو كانت تائهة عن موطنها الطبيعي.

نتائج صادمة في أدمغة الدلافين

قام فريق من الباحثين بتشريح أدمغة عشرين دلفينًا من نوع الأنف الزجاجي جنحت إلى شواطئ بحيرة "إنديان ريفر لاغون" بفلوريدا، ليجدوا تركيزات مرتفعة من السموم العصبية في أنسجتها، خاصة خلال أشهر الصيف حين يزداد تكاثر الطحالب.
كما رُصدت تشوهات في أنسجة الدماغ شبيهة بتلك التي تُشاهد في أدمغة مرضى الزهايمر، بما في ذلك لويحات بيتا أميلويد وتكتلات بروتين تاو، إلى جانب تغير في نشاط أكثر من 500 جين مرتبط بالمرض.

البشر والدلافين في دائرة خطر واحدة

يرى العلماء أن الدلافين تمثل “مؤشرًا بيئيًا” حساسًا لحالة البحار والمحيطات، ما يعني أن السموم التي تؤثر عليها قد تشكل خطرًا مشابهًا على صحة الإنسان. 

ويقول الدكتور ديفيد ديفيس من كلية ميلر للطب إن "التعرض المتكرر للطحالب السامة لا يهدد الحياة البحرية فقط، بل قد يشكل أيضًا عامل خطر متزايدًا للإصابة بمرض الزهايمر بين البشر".

أزمة بيئية تتفاقم مع تغيّر المناخ

تشير الأبحاث إلى أن ارتفاع درجات الحرارة وتزايد النفايات الزراعية والصرف الصحي يسهمان في تسارع نمو الطحالب السامة في المياه الساحلية. 

ويرجّح الخبراء أن هذه الظاهرة ستتفاقم في العقود المقبلة، ما لم تُتخذ إجراءات صارمة للحد من التلوث.

دعوة عاجلة للبحث والتحرك

يطالب الباحثون بإجراء دراسات موسعة لتحديد مدى تأثير السموم الطحلبية على النظم العصبية للكائنات البحرية والإنسان، مؤكدين أن فهم هذه العلاقة قد يساعد في تطوير استراتيجيات وقائية ضد الأمراض العصبية التنكسية التي تهدد مستقبل الأجيال المقبلة، سواء فوق اليابسة أو في أعماق البحار.