بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

هَذَا رَأْيِى

دموع «هدرس» وفرحة «ريتاج»

دموعك غالية علينا يا هدرس.. وفرحتك يا ريتاج خطفت قلوب الملايين..

فى ليلة قل إنها ليلة جبر الخواطر أو ليلة الصمود فى كبرياء والصبر فى صمت انتظاراً لفرج قريب.. فهنيئاً لكل صاحب مبدأ وكل صامد صابر دون كلل أو ملل.. عاد من ظنوا أنهم كسروا إرادتهم بحصار ظالم وسوء فهم ما كان يجب أن يكون.. عادوا فى ذكرى انتصار أكتوبر المجيد وتحت شعار «وطن السلام» هدرس الإنسان المُعلم فى مثل يومه الذى وقف فيه على خشبة المسرح ليعلم تلاميذه الحب والسلام ويبث فيهم روح الوطنية والشموخ عن جزء غالٍ من تراب الوطن عن أرض الفيروز عن أرض التجلى الأعظم عن أرض السلام سيناء وأهل سيناء البواسل.. هدرس لقب فنان إنسان اسمه محمد سلام اعتذر منذ عامين بالتمام والكمال عن دور فى مسرحية «زواج اصطناعى» ضمن فعاليات موسم الرياض متضامنا مع أهل غزة، موقف فُهم خطأ من الصديق قبل الغريب ومن القريب قبل البعيد.

مع حصار غزة تم حصار محمد سلام «هدرس».. غزة حاصرها الجميع من كل هدب وصوب مجبرين أو مكرهين أو متورطين هكذا عاش هدرس محاصراً مع أهل غزة الذى فرض عليه الحصار بسببهم ومن أجلهم.. هدرس الذى رفض عشرات الآلاف من الدولارات من أجل إضحاك الجمهور قائلاً «إنه لا يستطيع إضحاك الناس وإخواتنا بيموتوا فى غزة».

ومع فك الحصار عن غزة وأهلها شاء القدر أن يفك الحصار عن هدرس فى عمل فنى عبارة عن فيلم تسجيلى اسمه «حراس الرمال» عن حكايات أهل سيناء وأبطالها.

الجمهور اعتبر أن الصدفة تحمل دلالة رمزية مؤثرة، إذ جاءت عودته فى يوم ارتبط بموقفه المبدئى قبل عامين، ليصبح المشهد بمثابة «رد جميل» لصاحب مبدأ رفض أن يفرط فى إنسانيته.. ظهور محمد سلام الذى حظى بحفاوة لا نظير لها من الحضور كان رد اعتبار لـ«الثبات على المبدأ».. الليلة دى مكنتش جبر خاطر المُعلم بس دى كانت كمان لجبر خاطر أحد تلاميذه على المسرح، الطفلة ريتاج الغزاوية.. ريتاج وفى مشهد خطف قلوب الملايين عندما لبى الرئيس عبدالفتاح السيسى طلبها وحقق ما تمنته فى مقابلة رئيس مصر وفى مشهد أبوى مؤثر تحقق لها ما أرادت.. ريتاج طفلة غزاوية لم تكن بندقية أو رشاشاً فقدت كل أفراد أسرتها فى قذف صهيونى جبان وهى الناجية الوحيدة التى بقيت لتحرك لنا مأساة أطفال غزة.. ريتاج أصيبت وخرجت من غزة للعلاج بمصر ونتج عن إصابتها بتر ساقها.. طلب رئيس مصر من ريتاج الصعود للمنصة ليلبى طلبها واستقبلها بحفاوة وأجلسها بجواره بعد أن قبل رأسها فى مشهد أبوى إنسانى بامتياز.. مشهد جمع كل معانى الألم والأمل.. مشهد جسد أمل ريتاج القادمة من وسط ركام غزة فى الحياة لتحكى لنا مأساة أطفال غزة.. لقاء ريتاج بالرئيس السيسى جسد احتضان مصر بقلبها التاريخى والإنسانى لكل أطفال غزة الذين سالت دماؤهم من بطش عدو مجرم جبان.. مشهد ريتاج وهى تجلس بجوار رئيس مصر ليس مجرد لقطة عابرة ستحتويها الأيام بل هى نقش فى الذاكرة بأحرف من نور.. ريتاج وهى تجلس بجوار رئيس مصر، تمثيلًا حيًا لآلاف الأطفال الذين لم تصل أصواتهم، وكانت تلك القبلة على رأسها من الرئيس بمثابة لمسة حانية على جبين كل طفل فلسطينى غزاوى يتألم بصمت.. ريتاج صعدت على المنصة وهى تتكئ على عكاز بعد بتر ساقها وفقد أهلها لتقول للعالم: خلف كل طفل فُقد أو أُصيب فى مأساة غزة قلب صغير يستحق أن يحلم، وأن يعيش وأن يُحتضن.

 

Mokhtar [email protected]