بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

أولياء الله.. سرُّ النور في زمن العتمة

بوابة الوفد الإلكترونية

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، أن وجود أولياء الله الصالحين في الأمة فرض كفاية؛ بمعنى أنه لا بد أن يكون في كل زمان ومكان من يدعو الله فيستجيب له، ليبقى الإيمان حيًا في قلوب الناس، وليكون هؤلاء الأولياء دليلًا على وجود الإله واستمرار رحمته في الأرض.

مفهوم الولاية والصلاح

وقال الدكتور علي جمعة في حديثه عن مفهوم الولاية والصلاح، إن الإمام السيوطي أشار إلى أن دائرة أولياء الله هي من فروض الكفايات، موضحًا أن الله عز وجل أقام في كل عصر من يلجأ إليه الناس ليدعو لهم فيستجاب دعاؤه، فيشعرون بحلاوة القرب من الله، وتطمئن قلوبهم باستجابة الدعاء.

وبيّن أن الدين يتكوَّن من ثلاث ركائز: العلم، والعبادة، والدعوة إلى الله، فالعلم يقوم عليه العلماء والفقهاء والمفسرون، أما الدعوة فهي عمل الدعاة في خدمة الناس، وتشبه في عصرنا الحالي العمل الاجتماعي والجمعيات الأهلية. بينما تتجلى العبادة في الإحسان والتربية الروحية، وهي المهمة التي قامت بها طائفة الأولياء لحفظ جانب الإحسان في الأمة.

وأشار الدكتور جمعة إلى أن الأولياء الحقيقيين لا يعلنون عن أنفسهم ولا يطلبون مكانة أو شهرة، فالولاية لا تُعيَّن رسميًا، وإنما "يعيّنهم الله والخلق"، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ:"إذا أحبَّ الله عبدًا نادى في الملأ الأعلى: إني أحب فلانًا فأحبوه..."

وأضاف أن من وُفِّق للقاء ولي من أولياء الله عليه أن يطلب منه الدعاء، كما كان يفعل النبي ﷺ مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إذ قال له:"أشركنا في صالح دعائك يا أُخيّ."

وأكد جمعة أن عداوة بعض الناس لأولياء الله أمر متكرر في التاريخ، كما كان هناك أعداء لأنبياء الله، فالولي امتداد لنور النبوة، لكنه لا يوحى إليه. أما ما يظهر على أيديهم من خوارق للعادة فهي كرامات، أقرّ بها أهل السنة والجماعة من الأشاعرة والماتريدية، مثل ما ورد عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه كان يسمع سلام الملائكة.

وشدد المفتي السابق على أن الأولياء يستحون من الكرامات التي تظهر عليهم، لأنهم لا يسعون إليها، مشبهًا حياءهم من ذلك بحياء البكر من دم حيضها، موضحًا أن الولي لا يريد أتباعًا ولا شهرة، وإنما يريد أن يرشد الناس إلى الله بالذكر والفكر.

وقال إن بعض الناس يربطون علاقتهم بشيوخهم بما يظهر من كرامات، في حين أن الولاية ليست في الخوارق بل في الأدب مع الله، مؤكدًا أن انتظار الكرامات أو طلبها يُعد نقصًا في التوحيد والإيمان والإحسان.

واختتم الدكتور علي جمعة حديثه بالقول:"الولي هو من يُعلِّمك الأدب مع الله، لا من تُجرى على يديه الخوارق، فالخوارق فضل من الله، لكن الإيمان الصادق هو أن تعبده دون انتظار المعجزات، بل لأنك تعرفه وتوقن به."