إيدج كوم: توحيد شركات التكنولوجيا ضرورة لبناء قطاع قوي
دعا المهندس محمد الحداد، رئيس شركة "إيدج كوم" للحلول التكنولوجية، إلى توحيد الصفوف داخل القطاع التكنولوجي المصري تحت رؤية استراتيجية واحدة، تُمكنه من أن يكون شريكًا أساسيًا في صياغة السياسات الوطنية الخاصة بالتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.
وأوضح الحداد أن المرحلة المقبلة تتطلب صوتًا قويًا ومؤثرًا يمثل مصالح الشركات المصرية في مجالات البرمجيات والتقنيات الرقمية، مشيرًا إلى أن التحديات الحالية لا يمكن تجاوزها بشكل فردي، وإنما من خلال رؤية جماعية تضع مصلحة الصناعة الوطنية في المقدمة.
وأضاف أن قطاع التكنولوجيا في مصر حقق خلال السنوات الأخيرة تقدمًا ملموسًا بفضل رؤية الدولة للتحول الرقمي، لكنه لا يزال يواجه مجموعة من العقبات أبرزها ارتفاع تكاليف التشغيل، ونقص الكفاءات العملية المؤهلة، وصعوبة النفاذ إلى الأسواق الخارجية.
وأكد أن هذه التحديات تستلزم تعاونًا وثيقًا بين القطاعين العام والخاص، بحيث تكون هناك آليات مشتركة لتطوير بيئة الأعمال ودعم الابتكار والتوسع.
وأشار رئيس "إيدج كوم" إلى أن مصر تمتلك قاعدة قوية من الكفاءات والخبرات في مجالات البرمجة وتطوير الأنظمة، غير أن هذه الكوادر تحتاج إلى سياسات داعمة للاستثمار في التقنيات الحديثة وتسهيل الحصول على التمويل اللازم.
وأضاف أن الشركات المصرية أثبتت كفاءتها في تنفيذ مشروعات رقمية كبرى داخل مصر وخارجها، لكنها تحتاج إلى دعم مؤسسي يرفع من قدرتها التنافسية في الأسواق الإقليمية والعالمية.
وأكد الحداد أن بناء منظومة متكاملة لصناعة التكنولوجيا في مصر أصبح أمرًا ضروريًا، تبدأ من إصلاح التشريعات وتحديث قوانين الاستثمار والعمل والضرائب، مرورًا بتوفير الحوافز اللازمة للشركات المحلية الناشئة، وصولًا إلى بناء بيئة حاضنة لريادة الأعمال تمكن الشركات من التحول إلى كيانات مليارية (يونيكورن).
وأوضح أن هذا التحول سيكون مفتاحًا رئيسيًا لترسيخ مكانة مصر كمركز إقليمي لصناعة التكنولوجيا في إفريقيا والشرق الأوسط.
وشدد الحداد على أن الغرف الصناعية، وخاصة غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات، يجب أن تلعب دورًا محوريًا في تنسيق الجهود بين الشركات، لا أن تقتصر على كونها جهة تمثيلية.
وأكد أن المطلوب هو وجود منصة استراتيجية فاعلة تضع خطط تطوير الصناعة وتدعم التحول الرقمي في مختلف القطاعات الاقتصادية.
وقال رئيس "إيدج كوم": «لابد أن تمتلك الشركات التكنولوجية المصرية صوتًا موحدًا داخل مؤسسات صنع القرار، فالقوة التنظيمية هي التي تمنح القطاع قدرته على النمو والاستدامة».
دعا الحداد إلى إعطاء الأولوية في تنفيذ المشروعات القومية للشركات المصرية التي تمتلك الكفاءة الفنية والقدرة على الالتزام بالمواصفات والمعايير العالمية، مؤكدًا أن تمكين هذه الشركات يعزز الصناعة الوطنية ويساهم في بناء قاعدة محلية قوية قادرة على المنافسة الدولية.
كما شدد على أهمية تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة من تبني الحلول الرقمية عبر مبادرات تمويلية وتدريبية، مع ضرورة تعزيز التعاون بين القطاع الخاص والمؤسسات التعليمية لتأهيل جيل جديد من المبرمجين والمطورين المصريين القادرين على المنافسة في الأسواق العالمية.
شدد على أن مستقبل صناعة التكنولوجيا في مصر يعتمد على التعاون وليس التنافس، قائلاً إن بناء شراكات حقيقية بين الشركات هو حجر الزاوية في تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي رائد في صناعة التكنولوجيا، مضيفًا أن المستقبل لن يكون للأكبر حجمًا فقط، بل لمن يملك روح الابتكار والقدرة على العمل المشترك لتحقيق قيمة اقتصادية مستدامة.