التحقيقات تكشف تفاصيل جديدة في حادث اللبيني المروع بالجيزة
تشهد محافظة الجيزة حالة من الاستنفار الأمني عقب وقوع حادث اللبيني الذي أسفر عن وفاة طفلين في ظروف غامضة أمام أحد العقارات بمنطقة فيصل، حيث تبذل الأجهزة الأمنية والنيابة العامة جهودا مكثفة لكشف تفاصيل الواقعة وتحديد ملابساتها بعد العثور على الطفلين سيف وجنى جثتين هامدتين وسط غموض يلف القضية، بعد أن عثر على جثتي طفلين أمام مدخل عقار سكني بمنطقة فيصل، في واقعة غامضة أثارت تساؤلات حول أسبابها ودوافعها.
وتلقت أجهزة الأمن بمديرية الجيزة بلاغا من الأهالي يفيد بالعثور على طفل وفتاة ملقيين أمام عمارة رقم 16 بشارع اللبيني، حيث تبين أن الطفل يدعى سيف ويبلغ من العمر 11 عاما، بينما شقيقته جنى 13 عاما كانت مصابة بإصابات بالغة.
وانتقلت قوة من قسم شرطة الهرم إلى موقع البلاغ، وتبين من الفحص أن الطفل فارق الحياة في الحال بينما تم نقل شقيقته إلى مستشفى الهرم، لكنها توفيت متأثرة بإصابتها بعد ساعات قليلة من وصولها، لتتحول الواقعة إلى جريمة غامضة تخضع لتحقيقات مكثفة من جانب النيابة العامة.
تحريات أولية وشبهة جنائية محتملة
كشفت التحقيقات الأولية أن الطفلين كانا قد اختفيا منذ نحو ثلاثة أسابيع بصحبة والدتهما التي تركت المنزل بعد نشوب خلافات حادة مع الأب، واصطحبت أبناءها الثلاثة جنى وسيف ومصطفى، والأخير لا يزال مفقودا حتى الآن.
وأوضحت التحريات أن كاميرات المراقبة المحيطة بموقع الحادث أظهرت مركبة توك توك توقفت لثوان أمام العقار قبل أن يلقى منها الطفلان، ثم غادرت بسرعة كبيرة في اتجاه غير معلوم، ما يرجح وجود شبهة جنائية في الواقعة.
وأكدت الأجهزة الأمنية أن قائد التوك توك جار تحديد هويته وملاحقته، مع فحص كافة المركبات المماثلة التي تم رصدها في المنطقة خلال الساعات التي سبقت وقوع الحادث، كما تواصل فرق البحث تتبع خطوط الهواتف المحمولة الخاصة بالأم المفقودة وطفلها الأصغر في محاولة للوصول إلى مكانهما.
إجراءات النيابة العامة وتفريغ الكاميرات
باشرت النيابة العامة التحقيق في حادث اللبيني وقررت تشريح جثماني الطفلين لمعرفة سبب الوفاة بدقة، مع التحفظ على كاميرات المراقبة القريبة من موقع الحادث.
كما طلبت النيابة تحريات المباحث حول خلفية الخلافات الأسرية التي نشبت مؤخرا بين والدي الطفلين، ووجهت بسرعة إعداد تقرير الطب الشرعي وتقرير الأدلة الجنائية الخاصة بموقع الواقعة.
وبحسب مصادر أمنية، فإن فريق البحث الجنائي بالجيزة يواصل عمله بالتنسيق مع قطاع الأمن العام لكشف الملابسات الكاملة، حيث تم تشكيل فرق متخصصة لفحص دائرة العلاقات الأسرية والعقارات المحيطة بالموقع، فضلا عن مراجعة سجلات البلاغات السابقة المتعلقة باختفاء الأطفال الثلاثة.
غموض يلف الواقعة ومطاردة خلف الحقيقة
ما زال حادث اللبيني يشكل لغزا أمام جهات التحقيق، خاصة بعد تضارب الأقوال حول مكان تواجد الأم المفقودة وطفلها مصطفى البالغ من العمر ستة أعوام.
وتواصل الأجهزة الأمنية جهودها على مدار الساعة لجمع المعلومات وتحليل الأدلة المادية التي تم رفعها من موقع الحادث، في محاولة للتوصل إلى خيوط قد تقود إلى تحديد الجناة أو الدافع وراء الجريمة.
وتشير المعلومات المتوافرة حتى الآن إلى أن الحادث وقع في ساعة مبكرة من الصباح، حيث فوجئ سكان العقار بسقوط الطفلين أمام المبنى، أحدهما فاقد للحياة والآخر في حالة إغماء. وتم إخطار قسم الهرم الذي انتقل على الفور إلى المكان وبدأ في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
ولا تزال التحقيقات مستمرة تحت إشراف النيابة العامة لتحديد هوية المتورطين في حادث اللبيني والكشف عن مصير الطفل المفقود، في وقت يترقب فيه الشارع المصري ما ستسفر عنه نتائج التحريات النهائية وتقارير الطب الشرعي خلال الأيام المقبلة.