بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

محمد سلام.."حكاية فنان" خذله الأصدقاء وأنصفته الأيام

محمد سلام
محمد سلام


لم يكن ظهور محمد سلام في احتفالية «وطن السلام» مجرد عودة فنية، بل كان مشهدًا إنسانيًا يختصر رحلة فنانٍ واجه العزلة بصبر، وغاب بصمتٍ ثم عاد في لحظةٍ أنصفته فيها الأيام قبل الناس. دقائق قليلة فوق خشبة المسرح كانت كافية لتعيد إليه الضوء، وتمنحه ما يشبه الاعتذار الهادئ من الزمن.


تصدّر اسم الفنان محمد سلام مواقع التواصل الاجتماعي عقب مشاركته في احتفالية «وطن السلام» بدار الأوبرا في مدينة الثقافة والفنون بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ونخبة من نجوم الفن في مصر والوطن العربي.
قدّم سلام عرضًا مسرحيًا مؤثرًا عن سيناء، نال به إعجاب الحضور، ليتحوّل ظهوره المحدود إلى لحظة احتفاءٍ واسعة عبّر خلالها الجمهور عن محبته وامتنانه لعودة فنانٍ غاب طويلاً.


احتفاء يعيد البريق


تدفقت رسائل الدعم على صفحات التواصل عقب الحفل، وجاءت التعليقات مشبعة بالمحبة والتقدير:
«تحيا مصر بأبنائها الشرفاء»، «أحسن رد اعتبار من الرئيس»، «ربنا جبر بخاطره»، و«محترم يستحق كل التقدير».
كانت تلك العبارات كأنها تصفيق ممتدّ من جمهورٍ لم ينس صاحبه، فاستعادوه بكلماتٍ تفيض صدقًا بعد عامين من الغياب.

محمد سلام 
محمد سلام 


غياب له حكاية


ابتعد محمد سلام عن الأضواء منذ أكتوبر 2025، حين أعلن انسحابه من أحد عروض موسم الرياض تضامنًا مع القضية الفلسطينية، عبر مقطع فيديو قال فيه إنه لا يستطيع المشاركة في عرضٍ كوميدي بينما تعاني غزة.
 

موقفه الإنساني نال احترام الجمهور، لكنه أثار خلافًا داخل الوسط الفني، بعدما شعر بعض زملائه أن قراره المفاجئ أربك التزاماتهم الفنية. كان أبرزهم الفنان بيومي فؤاد، الذي عبّر لاحقًا عن انزعاجه من طريقة الاعتذار، مشيرًا إلى أنه حاول إقناع سلام بالعدول عن قراره، لكن الأخير تمسّك بموقفه قائلاً: «مش هقدر وأنا شايف اللي بيحصل في غزة».


تلك الواقعة وما تبعها من سوء فهم جعلت سلام يبتعد عن التجمعات الفنية ويختار الصمت، بعدما أحسّ بتراجع بعض العلاقات التي كان يظنها أمتن. فاختار العزلة على الظهور، رافضًا أن يكون جزءًا من ضوضاء لا تشبهه.


يوم العودة.. وصدفة لا تُنسى


في 25 أكتوبر  2025، وبعد عامين كاملين من ذلك القرار، عاد محمد سلام إلى المسرح في اليوم ذاته الذي أعلن فيه انسحابه سابقًا، لكن في مشهدٍ مختلف تمامًا. وقف هذه المرة أمام رئيس الجمهورية في احتفالية عنوانها السلام، مقدّمًا عملاً عن سيناء، وكأن القدر كتب له أن يعود في اليوم نفسه الذي غادر فيه الأضواء، حاملاً المبدأ نفسه بروحٍ أكثر نضجًا.


من هو محمد سلام؟


وُلد محمد سلام في القاهرة عام 1983، وتخرج في كلية التجارة بجامعة القاهرة، حيث بدأ مشواره الفني على مسرح الجامعة قبل أن ينضم إلى مركز الإبداع الفني.
كانت انطلاقته السينمائية في فيلم «الرهينة» عام 2006، ثم حقق حضورًا لافتًا في مسرحية «قهوة سادة» عام 2009، لتتوالى بعد ذلك أعماله في الدراما والسينما، أبرزها: «الكبير أوي»، «هبة رجل الغراب»، «كابتن مصر»، و**«شربات لوز»**. وكان آخر ظهورٍ له في الجزء الثامن من مسلسل «الكبير» الذي عُرض في رمضان 2024 / إبريل.
محمد سلام الذي خذله بعض الأصدقاء، وجد في جمهوره من يُعيد له مكانته، وفي وطنه من يحتفي بوفائه. لم يصرخ في وجه الغياب، بل صبر حتى جاء يومًا عاد فيه بنفس الابتسامة القديمة، وأكثر قوةً وصدقًا.