تعرف على معنى ربا النسيئة وحكمه
ربا النسيئة هو الذي يعرف بربا الديون، وأصل النسء هو التأخير، فهو مال مقابل الزمن.. وهو: "اقتراض أو إقراض مبلغ من المال إلى أجل مع زيادة مشترطة حال العقد".
كأن يقرض غيره أو يقترض منه مائة ألف على أن يردها بعد عام مائة وعشرة، أو سبعة أو أي زيادة كانت.. وهذا النوع كان الأكثر شهرة في الجاهلية، فقد كان الواحد منهم إذا كان له مال عند غيره وحل موعد القضاء يقول: "إما أن تقضي وإما أن أزيد لك في المدة وتزيد في المال".. أو يقول المدين: "أنظرني في المدة وأزيدك في المال". فما يزال الربا يزيد على المدين حتى يصير أضعافا مضاعفة فيهلكه ويفسد عليه حياته.
والربا بكل أشكاله وصوره حرام، غليظ الحرمة، حرمه الله على جميع الأمم، وفي جميع الأديان، وعلى مدار الأزمان.. وقد ثبتت حرمته بالكتاب، والسنة، وإجماع المسلمين:
قال تعالى لبني إسرائيل: {فبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (160) وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ}.
وقال سبحانه لأمة الإسلام: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (131) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[آل عمران]، وقال سبحانه: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا}[البقرة:275]، وقال جل شانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ}.