باحثة: ضمّ الضفة ورقة نتنياهو الأخيرة وينسف فكرة إقامة دولة فلسطينية "خاص"
قالت إنجي بدوي، الباحثة في الشئون الإسرائيلية، إن تصويت الكنيست الإسرائيلي على ضم الضفة الغربية في هذا التوقيت ليس المرة الأولى التي تُطرح فيها هذه الفكرة، مشيرة إلى أن الاحتلال سبق أن ناقش خطة إيغال آلون بعد نكسة 1967، والتي تضمنت ضم مناطق من الضفة مثل غور الأردن وشرق القدس ومستوطنة "غوش عتصيون"، بزعم دوافع أمنية ودينية.
وأضافت في تصريح خاص لـ"الوفد" أن مشروع الضم ليس وليد اللحظة، إذ تعود جذوره إلى أكثر من عشرين عامًا، لكنه ظل متعثرًا بسبب الضغوط السياسية الدولية، واقتصر في أغلب الأحيان على النقاش دون التنفيذ.
وأوضحت بدوي أن تصويت الكنيست الأخير أمر متوقع من حكومة إسرائيل الحالية، التي تحاول – بحسب وصفها – إلهاء الرأي العام الإسرائيلي عن فشلها في حرب غزة، بينما يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إرضاء اليمين المتطرف وعلى رأسهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي يطالب بمواصلة الحرب واحتلال غزة بالكامل، في محاولة للحفاظ على تماسك حكومته.
وأكدت الباحثة أن ضم الضفة الغربية في هذا التوقيت يمثل ضربة قاصمة لفكرة إقامة دولة فلسطينية، لأن الضفة تمثل قلب هذه الدولة جغرافيًا واستراتيجيًا، مضيفة أن الخطوة تعد جريمة علنية لتهويد الأرض وفرض رواية تلمودية على الصراع، فضلًا عن كونها انتهاكًا صارخًا لحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم على حدود 1967.
وحذّرت بدوي من أن تنفيذ الضم قد يؤدي إلى انهيار خطة وقف إطلاق النار في غزة وعودة القتال من جديد، ما يعني تقويض عملية السلام بالكامل، مشيرة إلى أن هذه الخطوة قد تُفشل أيضًا أي توافق وطني فلسطيني تسعى إليه حركتا حماس والسلطة الفلسطينية، وهو ما لا تريده إسرائيل بأي حال.
وقالت الباحثة إن قانون ضم الضفة إذا نُفذ فعليًا فسيكون بمثابة قنبلة سياسية تنفجر في وجه الفلسطينيين، مضيفة أنه سيقضي على أي أمل في قيام دولة فلسطينية مستقلة.
أما عن ردود الفعل الدولية، فأوضحت بدوي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبّر عن رفضه للضم عبر تصريحات نائبه جي دي فانس، الذي وصف التصويت التمهيدي في الكنيست بأنه "قرار غبي"، مؤكدًا أن سياسة ترامب ترفض ضم الضفة الغربية.
واختتمت بدوي تصريحها بالإشارة إلى أن الدول العربية تعتبر الخطوة انتهاكًا لسيادة فلسطين، كما جاء في البيان العربي المشترك الأخير، مؤكدة أن تنفيذ قرار الضم سيؤثر سلبًا على العلاقات الإسرائيلية–العربية ويعيد التوتر إلى المنطقة بأكملها.