اتجاه
هوس «نتنياهو» بالتطبيع مع السعودية!
عند هذا الرجل، بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة إسرائيل، حالة من«الهوس» إلى حد«الجنون»، باتفاق سلام مع المملكة العربية السعودية، لتكون جائزته الكبرى، يرغب به بأسرع مما كان عليه فى السابق، ولديه من الدوافع، أن يوظف كل أدواته وألاعيبه، لاستغلال حالة الزهو الأمريكى، بـ«خطة ترامب» لوقف الحرب فى غزة، والمضى عند الرئيس دونالد ترامب، ليُغرى«الرياض» للتطبيع السياسى مع «تل أبيب»، فى إطار«اتفاقات إبراهيم»، تلك التى ذهب بها الرئيس»ترامب»- وقت ولايته الأولى- إلى دول الخليج، وانتهت إلى إقامة علاقات دبلوماسية، بين الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وبين إسرائيل، فى العام2020، ولحقت بهما المغرب والسودان.
< لكن السؤال: هل سيُحقِق القادة السعوديون- فعلاّ- رغبة»نتنياهو« فى التطبيع؟..القول هنا، إنه على المدى القريب، لم نلمح مؤشرات أو مواقف، حول تحركات سعودية فى هذا الاتجاه، رغم ما يمكن أن تغيره الأحداث والتطورات الجيوسياسية فى المنطقة، الأمر الذى لا يُستبعَد - على المدى البعيد وربما المتوسط- وقوع مفاجآت فى هذا الملف، إذا ما أبدت إسرائيل استعداداّ علنياّ، لاستيفاء الشروط السعودية، بقيام الدولة الفلسطينية، على حدود 4 يونيو 1967، بالعاصمة»القدس» الشرقية، تطبيقاّ لمبادرة السلام السعودية، التى تقدم بها الملك الراحل، عبدالله بن عبدالعزيز- وكان ولياّ للعهد- إلى قمة»بيروت»العربية، فى العام 2002، مرجعية لإنهاء الصراع العربى - الإسرائيلى.
< الثابث فى الموقف السعودى، أن الكلام عن التطبيع فى الوقت الراهن، لا ينتج أى تقارب سلام مع إسرائيل، طالما استمرت فى العدوان على قطاع غرة، ومن دون الدولة الفلسطينية، والانسحاب من كافة الأراضى العربية، تظل المسافة كبيرة بين الطرفين، حتى فى ظل المغريات والضغوط، التى يمارسها الرئيس «ترامب»، لاستكمل مشروع ولايته الأولى «صفقة القرن»، لكن المرجح ألا يتغير موقف»الرياض»، وهى جزء أساسى من الزخم العربى والدولى، ضد ما يرتكبه جيش الاحتلال من حروب «إبادة وتجويع وتهجير» بحق الفلسطينيين، حتى لا تكون محل انتقادات، ومن ثم القول بالتهاون فى ملف التطبيع، غير وارد مع الظروف الراهنة، إلى أن تتبدل الفرص والتنازلات.
< أما بالنسبة لـ»نتنياهو«، عنده حسابات سياسية غير محدودة، وهو يعتمد على دعم الرئيس»ترامب»، فى أن يساعده على تجاوز أزماته الداخلية، التى أقلها، خسارة حربه فى قطاع غزة، وانتهائها- إلى اللحظة- من دون تحقيق أهدافه، وربما يشعر الآن، أنه كان رهينة لوزراء تحالفه مع اليمين المتطرف، من أمثال بتسلئيل سيموتريتش، وزير المالية، من حزب»الصهيونية الدينية»، وإيتمار بن غقير، وزير الأمن القومى، من حزب»القوة اليهودية»، وهما الأكثر عبئاّ على الحكومة، ما قد يفسر دعوته- نتنياهو- لإجراء انتخابات مبكرة، فى يونية 2026، قبل الموعد الرسمى لانتخابات الكنيست، بحوالى 4 أشهر، حتى يتخلص منهما، وبناء تحالف يساير التغييرات الجارية فى المنطقة.
< هكذا يخطط»نتنياهو«، لتعزيز موقعه السياسى، ويروج بمساعدة»ترامب»، لتوقيع اتفاق سلام مع السعودية وأندونيسيا، من دون الكلام عن أى شروط للبلدين، ترتبط بمستقبل القضية الفلسطينية، وتتبناها» سياسة»الرياض»، التى بدت قوية بمشاركة مع فرنسا، فى رئاسة مؤتمر»حل الدولتين»، الشهر الماضى»سبتمبر»، بدعم من الأمم المتحدة، وانتهى بانضمام 147 دولة، إلى قائمة الاعتراف بالدولة الفلسطينية.. ومع كل هذه المكاسب العربية، على حساب عزلة إسرائيل، ما لا نتمنى حدوثه، أن يواجه ولى العهد السعودى، محمد بن سلمان، ضغوطاّ من «البيت الأبيض»، حال زيارته الولايات المتحدة، الشهر المقبل «نوفمبر»، نخشى أن يُستَبدل السعى لـ«اتفاق دفاعى» مع «واشنطن»، بالتزام سعودى نحو التطبيع مع إسرائيل.. حتى لا يتحقق هوس»نتنياهو«، بـ«إبراهام» جديدة.