بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

تحديث Breach يمنح No Man’s Sky حياة جديدة في الفضاء

بوابة الوفد الإلكترونية

بعد رحلة طويلة من الصعود والهبوط، تواصل لعبة No Man’s Sky كتابة واحدة من أعظم قصص العودة في تاريخ ألعاب الفيديو. هذه اللعبة، التي كانت في بداياتها موضع جدل واسع بسبب الاتهامات بالتضليل الإعلاني، أصبحت اليوم نموذجاً يُحتذى به في الإصرار على التطوير المستمر والتفاعل مع اللاعبين، بفضل رؤية فريق Hello Games البريطاني.

أحدث فصول هذه الملحمة يأتي مع التحديث الجديد الذي يحمل اسم Breach، والذي يُعد امتداداً مباشراً لتوسعة Voyagers الضخمة التي أطلقتها الشركة في أغسطس الماضي. هذه التوسعة كانت قد أحدثت ضجة كبيرة في مجتمع اللاعبين، بعد أن سمحت للمرة الأولى ببناء سفن فضائية مأهولة بالكامل داخل اللعبة، وهو إنجاز طال انتظاره منذ سنوات.

أما تحديث Breach الجديد، فيرفع سقف الطموح مرة أخرى عبر إضافة حطام سفن فضائية قابلة للاستكشاف بالكامل، يمكن للاعبين انتشالها والتنقيب داخلها بحثاً عن الموارد النادرة. هذه الموارد ليست مجرد عناصر تجميعية، بل يمكن استخدامها فعلياً لتطوير وبناء أجزاء جديدة للسفن، ما يمنح التجربة طابعاً أكثر عمقاً وواقعية في استكشاف الفضاء.

التحديث لا يقتصر على الجوانب التقنية فحسب، بل يضيف أيضاً رحلة استكشافية جديدة ضمن أحداث اللعبة محدودة الوقت. في هذه المغامرة، سيواجه اللاعبون كوكباً مهجوراً مليئاً بالأسرار، حيث يتعين عليهم الكشف عن حقيقة سفينة فضائية مفقودة وغامضة. أولئك الذين ينجحون في خوض هذه الرحلة حتى نهايتها سيحصلون على مكافآت خاصة تشمل أجنحة متوهجة مستوحاة من أطلس، بالإضافة إلى أجزاء فريدة يمكن استخدامها في بناء سفنهم المخصصة.

ويبدو أن Hello Games لم تُضف هذه الرحلة عبثاً في هذا التوقيت، إذ تتزامن مع اقتراب موسم عيد الهالوين، مما يجعل أجواء الغموض والخوف في المهمة تتناسب تماماً مع روح المناسبة. كثير من اللاعبين وصفوا التجربة بأنها "مخيفة ومثيرة في الوقت ذاته"، خصوصاً عند خوضها بشكل جماعي مع الأصدقاء.

في تصريح سابق، وصف شون موراي، مؤسس Hello Games، عام 2025 بأنه "عام مجنون" لفريق التطوير، في إشارة إلى وتيرة التحديثات السريعة والمحتوى الضخم الذي تم طرحه. ويبدو أن تحديث Breach يمثل ختاماً مميزاً لعام ناجح بكل المقاييس، قبل أن تبدأ اللعبة عام 2026، الذي سيصادف الذكرى العاشرة لإطلاقها الأول.

ورغم أن الاستوديو لم يُعلن بعد عن خططه المستقبلية، إلا أن موراي لمح إلى أن تقنيات بناء السفن التي تم تطويرها في توسعة Voyagers قد تُستخدم مستقبلاً في مشروعهم الجديد Light No Fire، وهي لعبة بقاء في عالم مفتوح تعمل Hello Games على تطويرها حالياً. ورغم عدم وجود موعد إصدار محدد بعد، إلا أن التشابه في أساليب التصميم يوحي بأن الفريق يسعى لدمج خبراته في عالم No Man’s Sky في مشروعه القادم.

اللافت في قصة No Man’s Sky هو أن اللعبة التي وُصفت يومًا بأنها "خيبة أمل" عند إطلاقها عام 2016، أصبحت اليوم مثالاً يُدرّس في صناعة الألعاب حول كيفية تحويل الفشل إلى نجاح مدوٍ عبر الالتزام والتحديث المستمر. فبدلاً من التخلي عن المشروع، اختارت Hello Games الطريق الأصعب — إعادة بناء الثقة مع اللاعبين خطوة بخطوة، حتى أصبحت اللعبة من أكثر تجارب المحاكاة غنى وإبداعاً في جيلها.

مع اقتراب الذكرى العاشرة لإطلاق اللعبة، يبدو أن No Man’s Sky لم تكتفِ بالعودة فحسب، بل أصبحت تقود ثورة في تصميم ألعاب الفضاء المفتوح، مؤكدة أن الإصرار والشغف يمكن أن يعيدا الحياة إلى أي مشروع مهما كانت بدايته صعبة.