خاص| التابوت الذهبي لتوت عنخ آمون.. معجزة من 110 كيلو ذهب خالص (التفاصيل الكاملة)
بين جدران مقبرة صغيرة لا تتجاوز مساحتها 40 مترًا مربعًا، في عمق وادي الملوك بالأقصر، كانت ترقد أعظم كنوز البشرية في صمت دام أكثر من ثلاثة آلاف عام، ألا وهو توت عنخ آمون الذي يعد واحدًا من أعظم الاكتشافات في تاريخ البشرية، لم يكن قناع توت عنخ آمون وحده نجم المقبرة، بل كان هناك ما هو أعجب وأفخم وهو التابوت الذهبي والمقاصير الأربعة التي أحاطت بجثمان الملك الشاب كحصن مقدس يحرسه في رحلته الأبدية.

التابوت الذهبي.. 110 كيلو ذهب خالص
في حوار خاص لبوابة الوفد الإلكترونية، كشف الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين السابق بوزارة السياحة والآثار، تفاصيل دقيقة عن التابوت الذهبي لتوت عنخ آمون، قائلًا التابوت الذهبي أثمن وأفخم تابوت عرفه التاريخ، إذ يبلغ وزنه أكثر من 110 كيلوغرامات من الذهب الخالص، ومطعّم بالأحجار الكريمة والزجاج الملون في دقة مذهلة.
التابوت صنع على هيئة الملك نفسه، مرتديًا تاج النمس الملكي، عاقدًا ذراعيه على صدره في وضع المومياء، حاملًا رمزي الصولجان والسوط، دلالة على السلطة والحماية الإلهية.
يتميز التابوت بجمال مذهل في النقوش والتطعيمات، إذ استخدم المصري القديم اللازورد والعقيق والفيروز والزجاج الملون لتزيين ملامح الوجه والأجزاء الدقيقة، مما أعطاه لمعانًا يضاهي المجوهرات الملكية الحديثة، أما النقوش البارزة على سطحه، فهي مجموعة من التعاويذ السحرية المأخوذة من “كتاب الموتى”، صُممت لحماية الملك من الأرواح الشريرة ومنحه الخلود الأبدي في عالم الآخرة.

التوابيت الثلاثة.. طبقات الحماية الملكية
أوضح الدكتور مجدي شاكر أن جسد توت عنخ آمون كان داخل ثلاثة توابيت متتالية، صُممت لتشكل طبقات حماية متكاملة حول المومياء، كأنها دروع من الذهب والحجر تحرسه في صمته الأبدي.
التابوت الأول الخارجي:
مصنوع من الخشب المغطى بالذهب، مزخرف بالنقوش الدقيقة ورموز الحماية. يمثل الغلاف الأول الذي يضم التوابيت الأخرى بداخله، وقد زُين برسوم للآلهة تحيط بالملك لتؤمن طريقه إلى العالم الآخر.
التابوت الأوسط:
مصنوع من الخشب المغشى بطبقة سميكة من الذهب والمينا الزجاجية، ويُعد من أجمل القطع من حيث التناسق والألوان، إذ يغلب عليه اللون الأزرق الملكي المتداخل مع الذهبي في تناغم مذهل.
التابوت الداخلي الذهبي:
وهو الأهم والأكثر فخامة، إذ صنع بالكامل من الذهب الخالص بوزن يزيد على 110 كجم، وفي داخله وُضعت المومياء الملكية التي حُفظت بإتقان نادر، وهذا التابوت الذهبي يُعد تحفة فنية لا مثيل لها، ويُصنف كأغلى قطعة أثرية في العالم حتى اليوم.

المقاصير الأربعة.. حصون الملك الأبدية
لم يكن التابوت وحده الذي احتضن الملك، بل كانت حوله أربع مقاصير ضخمة، أقيمت واحدة داخل الأخرى، كطبقات متعاقبة من الحماية الإلهية، صُممت جميعها من الخشب المغشى بالذهب، ومزخرفة بالنصوص والرموز المقدسة، كاشفًا تفاصيل المقاصير الأربعة وهي كالأتي:
المقصورة الأولى (المقصورة الكبرى): وهي المقصورة الإضافية التي أُقيمت فوق المقاصير الثلاث الأخرى لتغطي التابوت الحجري وتحميه، وتُعد الأكبر حجمًا بين المقاصير.
المقصورة الثانية: تميّزت بزخارفها الغنية، إذ نُقشت على جدرانها من الداخل والخارج مناظر ونصوص دينية دقيقة تحاكي رحلة الملك في العالم الآخر.
المقصورة الثالثة: جاءت أصغر حجمًا من الثانية، لكنها حافظت على نفس الطراز الفني، وتغطّيها طبقة من الذهب اللامع، كما يتميز سقفها بتصميم مائل أنيق.
المقصورة الرابعة: وهي الأصغر بين جميع المقاصير، ووضعت في قلب المجموعة لتضم التوابيت الداخلية التي تحتوي على مومياء الملك الشاب.

