بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

رسالة حب

أزمة الصحافة هناك

تعودنا دائمًا على الأزمات التى تقع بين السلطة - أى سلطة - والصحافة، وتختلف هذه الأزمة باختلاف الدولة وطبيعة المعركة ودرجة الصدام.. وغالبا ما تكون الأزمة أكثر عنفًا والصدام أكثر قوة فى الدول التى تنتمى إلى العالم النامى او العالم الثالث.. هذا ما تعودنا عليه.. لكن ما حدث فى الولايات المتحدة منذ أيام كان مختلفا تمامًا.. الأزمة التى وقعت هناك بين السلطة والصحافة كانت أزمة فريدة من نوعها لم نسمع عنها من قبل حتى فى دول العالم الثالث.

ما زلت أذكر عبارة الأستاذ هيكل التى جاءت عبر رسالة إلى الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين أثناء أزمة القانون 95 لسنة 95 عندما قال إن أزمة هذا القانون تعبر عن أزمة سلطة شاخت فى مواقعها وكان لهذه العبارة وقتها صدى واسع وآثار مدوية. 

واليوم عندما نبحث عن عبارة تلخص الأزمة وتشخص طبيعة المعركة فى أمريكا كما فعل الأستاذ هيكل فى مصر فلن نجد أفضل من العبارة التالية: «إن أزمة الصحافة فى الولايات المتحدة تعبر عن أزمة سلطة فقدت صوابها وهيبتها وانحدرت أخلاقها.

بكل انحطاط وسقوط أخلاقى رد كبار المسئولين فى أمريكا منذ أيام على الصحفيين فى مشهد صادم يكشف الكثير من العوار داخل منظومة الحكم الأمريكية. 

بجملة واحدة مكونة من ثلاث كلمات أطلقتها ألسنة كبار المسئولين فى إدارة الرئيس ترامب ردا على أسئلة الصحفيين.. وهذه الجملة هى: «أمك من فعلت».. 

البداية كانت مع مراسل صحيفة هافينجتون بوست خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض عندما وجه سؤالا إلى المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، حين سألها عن سبب اختيار مدينة بودابست كموقع محتمل لقمة بين «ترامب» و«بوتين» في ظل رمزية مذكرة بودابست لعام 1994 التي تعهدت فيها روسيا باحترام سيادة أوكرانيا، فجاء الرد نصًا: «أمك من فعلت».

أما الواقعة الثانية فقد جاءت عندما لجأ المراسل نفسه إلى رئيس دائرة الاتصال بالبيت الأبيض بعد الرد اللاأخلاقى من المتحدثة موجها له رسالة تتضمن السؤال نفسه فجاء الرد يحمل الإجابة ذاتها: «أمك من فعلت»

أما الواقعة الثالثة فقد جاءت فى رد المتحدث باسم وزارة الدفاع، شون بارنيل على سؤال عن رابطة عنق ارتداها وزير الدفاع بيت هيجسيث، قيل إنها تشبه ألوان العلم الروسي، في وقت تزامن مع زيارة الرئيس الأوكراني إلى واشنطن.

السؤال يبدو عاديًا، لكن الإجابة جاءت صادمة: «أمك التى اشترتها له.. إنها أمريكية وطنية أيها الأحمق». 

هذا ما حدث.. لكن كيف حدث ولماذا وما دلالاته وماذا يعنى هذا التزامن فى طبيعة الرد ووحدة الخطاب وماذا لو حدث فى بلد عربى؟ هذا ما سنتناوله فى المقال المقبل ان شاء الله.