بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

مصرع 29 وإصابة 42 إثر انفجار شاحنة وقود في نيجيريا

بوابة الوفد الإلكترونية

في حادث مأساوي جديد هز نيجيريا، لقي 29 شخصا مصرعهم وأصيب 42 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة إثر انفجار شاحنة صهريج محملة بالوقود في ولاية نيجر الواقعة في وسط البلاد. 

وأعلنت أجهزة الإسعاف المحلية أن الحادث وقع بعد أن انقلبت الشاحنة على طريق يربط بين مدينتي بيدا وأغاي، وهو الطريق الذي شهد حوادث مشابهة خلال السنوات الأخيرة نتيجة تهالكه وسوء حالته الفنية

وأوضحت التقارير الرسمية أن الشاحنة كانت تنقل كمية كبيرة من الوقود عندما فقد سائقها السيطرة عليها بسبب السرعة الزائدة مما أدى إلى انقلابها على جانب الطريق وتسرب كميات من الوقود إلى الأرض. 

وفور وقوع الحادث تجمع عدد من السكان حول الصهريج في محاولة لجمع الوقود المتسرب، قبل أن يحدث الانفجار الهائل الذي أتى على كل من كان في محيطه

وقال منسق وكالة إدارة الإسعاف في الولاية إبراهيم حسيني إن النيران اشتعلت على الفور بعد الانفجار، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والمصابين بينهم أطفال وشباب، مؤكدا أن فرق الطوارئ واجهت صعوبة كبيرة في السيطرة على الحريق الذي امتد لمسافة واسعة بسبب كمية الوقود الكبيرة الموجودة داخل الشاحنة.

كارثة جديدة تضاف إلى سلسلة حوادث الوقود في نيجيريا

تعد حوادث انفجار شاحنات الوقود من الكوارث المتكررة في نيجيريا خلال السنوات الأخيرة، حيث تعاني البلاد من بنية تحتية متهالكة وشبكة طرق غير مؤهلة، إلى جانب ضعف تطبيق قوانين المرور.

وغالبا ما يسارع المواطنون إلى مواقع الحوادث لجمع الوقود المتسرب في محاولة لتوفير احتياجاتهم اليومية وسط أزمة معيشية خانقة، وهو ما يحول تلك الممارسات إلى مآس إنسانية متكررة

ويؤكد خبراء السلامة أن أغلب تلك الحوادث تعود إلى الإهمال في الصيانة، وتهالك المركبات الثقيلة التي تنقل الوقود عبر مسافات طويلة دون رقابة كافية.

كما يشيرون إلى أن ضعف الوعي العام بمخاطر التعامل مع المواد القابلة للاشتعال يزيد من حجم الكارثة في كل مرة تقع فيها مثل هذه الانفجارات

وشهدت نيجيريا خلال الأشهر الماضية عدة حوادث مشابهة، كان آخرها في مارس الماضي عندما لقي عشرة أشخاص مصرعهم على طريق سريع خارج العاصمة أبوجا بعد اشتعال صهريج وقود إثر تصادم مروري. 

كما سبقت ذلك مأساة كبرى في يناير الماضي حين انفجر صهريج آخر في الولاية ذاتها وأسفر عن مقتل ثمانية وتسعين شخصا على الأقل بعد أن هرع الأهالي لجمع الوقود المتسرب

وفي أعقاب تلك الحوادث أصدر الرئيس النيجيري بولا تينوبو توجيهات بإطلاق حملة وطنية لتوعية المواطنين بمخاطر الاقتراب من شاحنات الوقود المنقلبة، محذرا من أن أي تهاون في التعامل مع تلك الحوادث قد يؤدي إلى نتائج كارثية، كما أمر بتشديد الرقابة على حركة نقل الوقود في البلاد وتحسين أوضاع الطرق لتفادي تكرار مثل هذه الكوارث

ويأتي هذا الحادث الجديد ليؤكد استمرار معاناة نيجيريا من أزمة حقيقية في قطاع النقل والبنية التحتية، فضلا عن الضغوط الاقتصادية المتزايدة التي دفعت كثيرين للمخاطرة بحياتهم بحثا عن الوقود بعد أن ارتفعت أسعاره بصورة غير مسبوقة منذ رفع الدعم الحكومي عنه العام الماضي، وقد أدت هذه الإجراءات الاقتصادية إلى زيادة تكلفة المعيشة بشكل كبير في بلد يتجاوز عدد سكانه مئتي مليون نسمة

وفي الوقت الذي تواصل فيه فرق الإغاثة عملها لانتشال الجثث وإسعاف المصابين، تتزايد الدعوات إلى ضرورة الإسراع في تنفيذ خطط شاملة لتحسين سلامة الطرق وتنظيم عملية نقل الوقود وتطبيق القوانين بصرامة. 

ويأمل المواطنون أن تكون هذه الكارثة الأخيرة من نوعها، وأن تضع السلطات حدا لسلسلة الانفجارات التي تحصد الأرواح كل عام على الطرق النيجيرية