تعامد الشمس على معبد أبوسمبل يشهد خطة أمنية محكمة بقيادة رجال الداخلية

في مشهد يترقبه العالم مرتين فقط كل عام، تتجه الأنظار إلى جنوب مصر حيث تتجلى روعة الحضارة الفرعونية في تعامد الشمس على معبد أبو سمبل، وسط استعدادات أمنية مكثفة وإجراءات استثنائية لتأمين هذا الحدث العالمي الفريد الذي يجسد عبقرية المصري القديم في ربط الفلك بالفن والعمارة.
تعامد الشمس على معبد أبوسمبل يؤكد كفاءة الأمن المصري في تأمين الفعاليات العالمية
تعامد الشمس على معبد أبوسمبل كان العنوان الأبرز هذا الأسبوع في محافظة أسوان، إذ أعلنت الأجهزة الأمنية حالة الاستنفار القصوى لتأمين الفعاليات المصاحبة للظاهرة الفلكية النادرة، بالتزامن مع انعقاد مؤتمر أسوان للسلام والتنمية المستدامة.
رفعت مديرية أمن أسوان جاهزيتها إلى أعلى درجاتها، وعززت إجراءاتها في المداخل والمخارج وعلى الطرق المؤدية إلى مدينة أبوسمبل، استعدادا لاستقبال آلاف الزوار من داخل مصر وخارجها لمتابعة الحدث الفريد الذي يتكرر فقط يومي 22 فبراير و22 أكتوبر من كل عام.

خطة أمنية محكمة لتأمين تعامد الشمس على معبد أبوسمبل
أكد اللواء عبدالله عصر، مدير أمن أسوان، أن الخطة الأمنية تم إعدادها بعناية لتأمين المحافظة بأكملها، مع التركيز على تعامد الشمس على معبد أبوسمبل الذي يحظى باهتمام عالمي.
وأوضح أن المديرية عقدت اجتماعات مكثفة مع القيادات الأمنية، وتم وضع خطة متكاملة تضمن خروج الاحتفالات في أبهى صورها، مؤكدا أن الأمن في أسوان يعمل بروح الفريق الواحد.
وأشار عصر إلى أنه تم الدفع بـ 3 تشكيلات من قوات الأمن المركزي و60 ضابط شرطة، إلى جانب رجال الحماية المدنية وخبراء المفرقعات، مع استخدام الكلاب البوليسية في عمليات الفحص والتأمين، فضلا عن نشر عناصر الشرطة النسائية لتأمين السيدات وتفتيش الحقائب عبر البوابات الإلكترونية التي تم تزويد محيط المعبد والمتحف بها.
وأضاف أن الإجراءات لا تقتصر على معبد أبوسمبل فقط، بل تمتد لتأمين جميع محاور الحركة والسفر، بما يليق بمكانة مصر أمام العالم في هذا الحدث الفلكي النادر.
استنفار أمني غير مسبوق لتأمين تعامد الشمس على معبد أبوسمبل بمشاركة القيادات البارزة
من جانبه، أثنى اللواء عبدالله عصر مدير أمن أسوان على الجهود الميدانية التي تبذلها جميع الوحدات الشرطية بالمحافظة، مشيدا بانضباط رجال الأمن ويقظتهم في تأمين الفعاليات، مؤكدا أن الهدف هو خروج الحدث بالصورة التي تليق باسم مصر وتاريخها.
كما أشار إلى المتابعة اللحظية التي يجريها اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، الذي وجه بضرورة إحكام السيطرة على جميع مداخل المدينة ومحيط المعبد الأثري، وتكثيف الوجود الأمني لضمان سلامة المواطنين والسائحين على حد سواء.
وأشاد مدير المباحث الجنائية اللواء أحمد السنباطي بالجهود التنسيقية بين مختلف الإدارات الشرطية، موضحا أن الخطة شملت تغطية مداخل أبوسمبل بكاميرات مراقبة عالية الدقة، واستخدام أجهزة كشف المفرقعات الحديثة في الأكمنة الرئيسية والفرعية، مؤكدا أن رجال الأمن في أسوان على قدر المسؤولية الوطنية.
وقد شوهد أن جميع العناصر الأمنية على أهبة الاستعداد، وتم اتخاذ كل التدابير اللازمة لتأمين الزوار والمواقع الأثرية، وأن مباحث مركز شرطة مدينة أبوسمبل برئاسة الرائد أحمد عبدالغني رئيس المباحث تعمل وفق خطة منسقة تضمن السلاسة والانضباط الكامل طوال فترة الفعاليات.
الظاهرة الفلكية الفريدة تتجسد عند الفجر
ومع بزوغ شمس الثاني والعشرين من أكتوبر، تتجه أنظار العالم إلى وجه الملك رمسيس الثاني في قدس أقداس معبده بمدينة أبوسمبل، حيث تخترق أشعة الشمس مدخل المعبد لتضيء تمثال الملك في مشهد مهيب يجسد دقة التصميم المعماري الذي أبدعه المصريون القدماء منذ آلاف السنين.
ويشارك في الاحتفالات هذا العام عدد من الفرق الفنية الشعبية من 8 دول، تقدم عروضا تراثية تعكس روح التعاون الثقافي بين الشعوب، وسط حضور رسمي من وزراء وسفراء وشخصيات دولية بارزة.
هذا الحدث، الذي لا يتكرر إلا مرتين سنويا، يظل شاهدا على عبقرية الفراعنة وقدرتهم على توظيف العلم والفلك في بناء حضارة لا تزال تبهر العالم حتى اليوم. ومع الجهود الأمنية المحكمة، يتجدد المشهد في أجواء من الفخر والاعتزاز الوطني، ليظل تعامد الشمس على معبد أبوسمبل أيقونة مضيئة في سجل الحضارة المصرية الخالدة.