كارثة على ارتفاع 36 ألف قدم: تحطم زجاج طائرة يونايتد وإصابة القبطان

أعلنت هيئة سلامة النقل الأمريكية عن فتح تحقيق موسع بعد تعرض طائرة تابعة لشركة يونايتد إيرلاينز لحادث غامض أثناء تحليقها على ارتفاع يزيد عن 36 ألف قدم، حيث تحطم الزجاج الأمامي لقمرة القيادة بشكل مفاجئ مما تسبب في إصابة قائد الطائرة بجروح في ذراعه اليسرى، واضطر الطاقم إلى الهبوط الاضطراري في مطار سولت ليك سيتي بولاية يوتا.
بدأت تفاصيل الحادث صباح الخميس عندما أقلعت الرحلة رقم 1093 التابعة ليونايتد من مطار دنفر متجهة إلى لوس أنجلوس في رحلة قصيرة لا تتجاوز ساعتين.
بعد مرور نحو سبع وثلاثين دقيقة من الإقلاع وأثناء مرور الطائرة فوق منطقة موآب بولاية يوتا، رصدت أنظمة المراقبة الجوية هبوطا مفاجئا في ارتفاع الطائرة، تبعته مناورات سريعة لتغيير الاتجاه نحو الشمال قبل أن يتم اتخاذ قرار فوري بتحويل مسار الرحلة إلى مطار سولت ليك سيتي، حيث تمكن الطاقم من تنفيذ هبوط آمن رغم الأضرار التي لحقت بزجاج القمرة الأمامية.

إصابة القبطان والاشتباه في حطام فضائي
الصور التي تم تداولها عبر مواقع التواصل أظهرت مدى الضرر الذي لحق بالزجاج الأمامي للطائرة من طراز بوينج 737 ماكس، كما كشفت إحدى الصور عن وجود زجاج متناثر داخل القمرة وذراع القبطان مغطاة بالدماء نتيجة إصابته من الشظايا الزجاجية.
في الوقت ذاته، أظهرت مشاهد أخرى آثار احتراق طفيفة على جسم الطائرة من الخارج، وهو ما أثار تكهنات حول احتمال تعرض الطائرة لاصطدام بجسم فضائي صغير أو حطام متساقط من الفضاء، إلا أن السلطات المختصة أكدت أن التحقيق لا يزال في مراحله الأولى وأن جميع الفرضيات قيد الفحص الفني.
وذكرت هيئة سلامة النقل الأمريكية في بيان رسمي أنها بدأت جمع بيانات الرادار ومعلومات الطقس ومسجل الرحلة لتحليلها بدقة، كما تم نقل الزجاج المتضرر إلى مختبرات الهيئة لإجراء فحص مادي شامل لتحديد سبب الكسر ونوع الجسم الذي تسبب فيه.
وأوضحت الهيئة أن الطائرات الحديثة مثل طراز بوينج 737 ماكس مزودة بزجاج متعدد الطبقات صمم خصيصا لتحمل الضغوط العالية والتغيرات المفاجئة في درجات الحرارة أثناء الطيران، مشيرة إلى أن مثل هذه الحوادث نادرة للغاية لكنها تخضع دائما لتحقيقات دقيقة لضمان سلامة الركاب والأطقم الجوية مستقبلا.
من جانبها أكدت شركة يونايتد إيرلاينز في بيان رسمي أن الطائرة هبطت بأمان في مطار سولت ليك سيتي دون تسجيل أي إصابات بين الركاب أو أفراد الطاقم باستثناء إصابة بسيطة لقائد الرحلة، وأوضحت أن الركاب تم نقلهم إلى طائرة بديلة وواصلوا رحلتهم إلى لوس أنجلوس بعد تأخير استمر خمس ساعات ونصف تقريبا.
وأضافت الشركة أن فريق الصيانة التابع لها بدأ على الفور فحص الطائرة المتضررة تمهيدا لنقلها إلى منشأة الصيانة الرئيسية بمدينة شيكاغو روكفورد لإجراء أعمال الإصلاح اللازمة وإعادة تأهيلها للخدمة بعد الحصول على موافقة الجهات الرقابية المختصة.
وأكدت الشركة أن هذا النوع من الزجاج الأمامي يتكون من عدة طبقات متينة تتيح للطائرة مواصلة الطيران بأمان حتى في حالة تعرض طبقة واحدة للتلف، وهو ما سمح للطاقم بالسيطرة الكاملة على الطائرة حتى لحظة الهبوط.
كما شددت على التزامها الكامل بمعايير السلامة الدولية وبالتعاون الكامل مع هيئة سلامة النقل الأمريكية في كل مراحل التحقيق.
ورغم أن النتائج النهائية لم تصدر بعد، فإن الحادث أعاد إلى الواجهة التساؤلات حول مدى قدرة الطائرات التجارية على مواجهة مخاطر الأجسام الفضائية الدقيقة التي يصعب رصدها عبر الرادارات، خصوصا مع تزايد النشاط الفضائي في السنوات الأخيرة وسقوط بقايا أقمار صناعية وحطام صواريخ في الغلاف الجوي.
لكن حتى الآن لا يوجد دليل قاطع يؤكد أو ينفي فرضية اصطدام الطائرة بحطام فضائي، وهو ما يجعل التحقيق الجاري ذا أهمية خاصة لقطاع الطيران بأكمله.
وفي ختام الواقعة، أشادت الشركة بجهود الطاقم الذي تعامل باحترافية عالية وتمكن من تأمين الرحلة رغم الظروف المفاجئة، بينما تستمر الجهات الأمريكية المختصة في تحليل كل المعطيات للكشف عن السبب الحقيقي وراء تحطم الزجاج الأمامي على ذلك الارتفاع الشاهق.