يتمسك برفض تقسيم دونباس
«زيلينسكى» يعلن استعداده لحضور قمة بودابست

أعلن الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى أنه مستعد للانضمام إلى القمة المرتقبة بين الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكى دونالد ترامب فى المجر إذا تلقى دعوة رسمية. ومن المنتظر أن يلتقى «ترامب» و«بوتين» فى العاصمة بودابست خلال الأسابيع المقبلة، فى إطار مساعى الرئيس الأمريكى لدفع اتفاق سلام ينهى الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات والنصف.
وقال «زيلينسكى» فى تصريح للصحفيين إنه منفتح على المشاركة بصيغ مختلفة، موضحا: «إذا وُجهت إلى دعوة إلى بودابست، سواء بصيغة تجمعنا نحن الثلاثة أو عبر ما يسمى بالدبلوماسية المكوكية، حيث يلتقى «ترامب» مع «بوتين» ثم يجتمع بى، ففى أى تنسيق من هذا النوع سنجد سبيلا للاتفاق».
لكنه انتقد اختيار المجر مكانا للقمة، لافتا إلى العلاقات المتوترة بين كييف وبودابست، ومتهما الأخيرة بأنها الدولة الأكثر ميلا للكرملين داخل الاتحاد الأوروبى. وأضاف فى إشارة إلى رئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان: «لا أعتقد أن زعيما يعرقل أوكرانيا فى كل المحافل يمكن أن يقدم شيئا إيجابيا للأوكرانيين أو حتى يسهم بشكل متوازن».
وكان قد اقترح «ترامب» أن أفضل طريقة لإنهاء الحرب فى أوكرانيا هى تقسيم منطقة دونباس بشكل يضع معظمها تحت السيطرة الروسية بعدما دفع خلال اجتماعه فى البيت الأبيض مع الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى باتجاه التخلى عن مساحات من الأراضى.
قال «ترامب» للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية «فليقطع كما هو لقد تم تقطيعه الآن يمكنكم تركه كما هو الآن». وأضاف «يمكنهم التفاوض على شىء ما لاحقا لكن فى الوقت الحالى على طرفى النزاع التوقف عند خط المواجهة العودة إلى ديارهم ووقف القتال ووقف قتل الناس».
جاءت تصريحات «ترامب» بعد اجتماع متوتر مع زيلينسكى فى البيت الأبيض يوم الجمعة اعتبر تحولا مفاجئا عن موقفه فى سبتمبر الماضى عندما قال إنه يعتقد أن أوكرانيا قادرة على استعادة كامل أراضيها بل وحتى التوغل أكثر داخل الأراضى الروسية واصفا روسيا آنذاك بأنها نمر ورقى.
لكن خلف الكواليس ضغط «ترامب» على زيلينسكى للتنازل عن مساحات من الأراضى لصالح روسيا وفقا لمصادر مطلعة على الاجتماع نقلت عنها وكالة رويترز. المصادر وصفت اللقاء بالمتوتر وقالت إن الوفد الأوكرانى غادر محبطا بعدما لمس أن ترامب تأثر بمحادثته مع بوتين.
ووفق ما نشرته صحيفة واشنطن بوست فإن بوتين اقترح خلال المكالمة تبادلا إقليميا تتنازل فيه أوكرانيا عن منطقتى دونيتسك ولوغانسك مقابل انسحاب روسيا من أجزاء صغيرة من زابوريجيا وخيرسون. وأكدت المصادر أن المبعوث الأمريكى الخاص ستيف ويتكوف كان من بين أبرز من ضغطوا على الأوكرانيين لقبول مقترح تبادل الأراضى.
وفى مقابلة مع قناة فوكس نيوز سجلت قبل اجتماعه مع بوتين وزيلينسكى قال «ترامب» إن «بوتين» قد يقبل بإنهاء الحرب من دون السيطرة على مساحات ضخمة لكنه سيأخذ شيئا ما مؤكدا أن روسيا كسبت أراضى خلال الحرب. وأضاف «نحن الأمة الوحيدة التى تدخل حربا وتنتصر فيها ثم تغادرها».
وبينما كان عائدا من فلوريدا إلى واشنطن كرر «ترامب» موقفه قائلا إن أوكرانيا ستحتاج للتخلى عن الأراضى عبر وقف القتال عند الخطوط القائمة مشيرا إلى أن التفاوض على تقسيم محدد صعب للغاية لأن هناك عدة خيارات مختلفة. وعندما سئل إن كان أبلغ «زيلينسكى» بضرورة التخلى عن كامل دونباس نفى ذلك.
فى المقابل شدد «زيلينسكى» على أن بلاده لن تمنح روسيا أى مكافأة على ما وصفه بجرائمها داعيا الحلفاء الأوروبيين والأمريكيين لاتخاذ خطوات حاسمة. وكتب على وسائل التواصل الاجتماعى «لن تمنح أوكرانيا أبدا للإرهابيين أى مكافأة على جرائمهم ونحن نعتمد على شركائنا فى الحفاظ على هذا الموقف بالذات».