مصرع شابين في منجم الباريت المغربي بفجيج

شهدت قرية أنباج المغربية التابعة لجماعة بوعنان في إقليم فجيج حادثا مأساويا أودى بحياة شابين داخل منجم الباريت، ما أثار موجة من القلق حول ظروف العمل الخطرة في هذه المناجم التقليدية التي تعتمد على أساليب تقليدية وغير آمنة لاستخراج المعدن.
ويعد المنجم الذي وقع فيه الحادث أحد أهم الأحواض المنتجة لمعدن الباريت الموجه للتصدير خارج المغرب، ويشكل النشاط فيه مصدرا هاما للدخل، لكنه يرافقه مخاطر كبيرة بسبب الاعتماد على مواد متفجرة مثل البارود وغياب شروط السلامة الأساسية.
المنجم يعمل دون تراخيص أو معدات حماية والعمال يواجهون مخاطر يومية
وأوضحت المصادر المغربية أن الشابين المتوفين ينحدران من مدينة تالسينت وكانا يعملان في المنجم ضمن ظروف صعبة تفتقر إلى أدنى مقومات الوقاية والسلامة المهنية، وهو ما يعكس الوضع المزري لكثير من العمال الذين يعتمدون على هذا النوع من المناجم لكسب رزقهم اليومي دون أي حماية أو تسجيل رسمي في أنظمة الضمان الاجتماعي أو تغطية صحية مناسبة.
حادث الوفاة الأخير ليس الأول من نوعه، ففي الأشهر الماضية سجلت حوادث مماثلة في المنطقة نفسها أودت بحياة عدد من العمال نتيجة تعرضهم لحوادث داخل المناجم بسبب نقص الرقابة وتجاهل الإجراءات القانونية الخاصة بالسلامة المهنية.
ويبرز هذا الوضع هشاشة العلاقة بين العمال والشركات المستفيدة من استخراج المعدن، حيث يعمل كثير منهم خارج الإطار الرسمي دون عقود عمل مكتوبة، مما يحرمهم من الحقوق الأساسية ويجعل حياتهم اليومية معرضة للخطر بشكل مستمر.
وأشار رئيس فرع بني تجيت للجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى أن حادثة الشابين أكدت مرة أخرى الخروقات الكبيرة في قطاع العمل المنجمي، موضحا أن الحدث لم يتم توثيقه رسميا بعد، كما شدد على ضرورة فتح تحقيق شفاف لتحديد المسؤوليات وتطبيق قوانين حماية العمال وضمان حقوقهم في بيئة آمنة.
ويعتمد المنجم الذي وقع فيه الحادث على معدات بدائية وأساليب استخراج تقليدية تجعل العمليات محفوفة بالمخاطر، ويعمل فيه عدد كبير من العمال بأجور ضئيلة وبدون تغطية صحية أو تسجيل في أنظمة الضمان الاجتماعي، وهو ما يعكس هشاشة الوضع الاجتماعي والاقتصادي لهم ويزيد من احتمال تكرار الحوادث في المستقبل.
وتعكس الحوادث المتكررة في مناجم الباريت غياب الرقابة الفعلية على شركات الاستغلال وعدم التزامها بتطبيق القوانين المنظمة للعمل ومنح العمال حقوقهم الأساسية، وهو ما يدفع العديد من الشباب إلى المخاطرة بحياتهم لكسب لقمة العيش.
وتبرز هذه الوقائع ضرورة تدخل الجهات المختصة لتقنين النشاط وضمان توفير وسائل الوقاية والمعدات الأساسية التي تحمي العمال من المخاطر اليومية.