استثمارات صينية كبرى في العاشر من رمضان لإنشاء أكبر مصنع للأدوات المكتبية بالشرق الأوسط

في إطار جهود الدولة لجذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز الصناعات التصديرية داخل المدن الجديدة، شهدت مدينة العاشر من رمضان لقاءً موسعًا بين المهندس علاء عبد اللاه مصطفى رئيس جهاز تنمية المدينة والمشرف على جهاز حدائق العاشر، ومسؤولي شركة "ديلي" الصينية، إحدى كبرى الشركات العالمية المتخصصة في صناعة الأدوات المكتبية، وذلك لمتابعة آخر المستجدات الخاصة بمشروع إنشاء أكبر مصنع من نوعه في الشرق الأوسط لإنتاج الأدوات المكتبية.

وخلال اللقاء، استعرض وفد الشركة الصينية الموقف التنفيذي للأرض المخصصة للمشروع بالمنطقة الصناعية جنوب غرب المدينة، بالقطع من E14 إلى E17، بمساحة إجمالية تصل إلى 160 ألف متر مربع.

 وأوضح مسؤولو الشركة أنه جارٍ استكمال إجراءات استخراج رخصة البناء والرخصة الذهبية الخاصة بالمشروع تمهيدًا لبدء أعمال التنفيذ خلال الفترة المقبلة. 

وأكد الوفد أن المشروع يُعد من أكبر استثمارات الشركة خارج الصين، حيث يمثل الفرع الثالث لها بعد إندونيسيا وفيتنام، مشيرين إلى أنه من المقرر وضع حجر الأساس في شهر ديسمبر المقبل، على أن يبدأ التشغيل الفعلي للمصنع في يناير 2027.

وأوضح ممثلو "ديلي" أن المصنع الجديد سيعتمد في تصميمه على إنشاء هناجر إنتاجية حديثة مجهزة بأحدث خطوط الإنتاج والتقنيات الصناعية العالمية، مع الاهتمام بتهيئة بيئة عمل متكاملة تراعي عناصر السلامة والجودة والاستدامة البيئية.

 كما سيتم تخصيص مساحات خضراء ومناطق تنسيق حضاري داخل الموقع العام للمصنع بما يتماشى مع توجهات الدولة نحو تحقيق التنمية المستدامة وتحسين المظهر العمراني داخل المدن الصناعية.

من جانبه، رحب المهندس علاء عبد اللاه مصطفى بالاستثمار الصيني الجديد مؤكدًا أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بتوفير بيئة استثمارية جاذبة ومحفزة داخل المدن الجديدة التي أصبحت مقصدًا رئيسيًا للشركات العالمية الكبرى، بفضل ما تتمتع به من بنية تحتية قوية ومرافق متكاملة وموقع جغرافي متميز يتيح سهولة الاتصال بالموانئ والأسواق المحلية والدولية.

 وأشار إلى أن مشروع شركة "ديلي" سيُعد إضافة قوية للمنظومة الصناعية بمدينة العاشر من رمضان نظرًا لضخامة حجم استثماراته وطبيعة نشاطه الإنتاجي الذي يواكب أحدث التقنيات العالمية في مجال الأدوات المكتبية.

وأكد رئيس الجهاز أن المشروع سيسهم في تعزيز مكانة العاشر من رمضان كأكبر مدينة صناعية في مصر والشرق الأوسط، وسيوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لآلاف العمال والفنيين، إلى جانب نقل الخبرات التكنولوجية المتطورة إلى السوق المصرية، بما يدعم توجهات الدولة نحو توطين الصناعة وتقليل الاستيراد وزيادة الصادرات المصرية للأسواق الخارجية. 

وشدد على أن جهاز المدينة سيقدم كافة أوجه الدعم والمساندة اللازمة للشركة الصينية لضمان سرعة التنفيذ والالتزام بالجدول الزمني المحدد، من خلال تسهيل الإجراءات وتذليل أي معوقات قد تواجه المشروع خلال مراحل التنفيذ والتشغيل.

وفي سياق متصل، واصل المهندس علاء عبد اللاه مصطفى جولاته الميدانية داخل مدينة العاشر من رمضان لمتابعة تنفيذ توجيهات وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المهندس شريف الشربيني، بشأن الارتقاء بالمحاور الرئيسية ورفع كفاءتها وتحسين المظهر الحضاري للمدينة. وشملت جولته تفقد أعمال الزراعة والتجميل ورفع كفاءة المسطحات الخضراء بمحاور علي بن أبي طالب وأبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وخالد بن الوليد ومدخل المدينة رقم 3، حيث تابع سير الأعمال وأكد أهمية الحفاظ على نظافة المسطحات الخضراء واستمرارية أعمال الصيانة والرعاية اليومية لها لضمان استدامة المظهر الجمالي للمدينة.

كما وجه بزراعة أشجار "البونسيانا" لما تمتاز به من جمال المنظر وقدرتها العالية على مقاومة الظروف المناخية، مع استبدال مساحات النجيل مرتفعة الاستهلاك المائي بشجيرات ومغطيات أرضية أقل استهلاكًا للمياه وأكثر تحملًا للجفاف، تنفيذًا لخطة الجهاز لترشيد الموارد وتحقيق الاستدامة البيئية مع الحفاظ على الطابع الجمالي العام. 

وأكد إعداد خطة زمنية متكاملة لتطوير المحاور الرئيسية تتضمن تحديد مواعيد بدء ونهو الأعمال بما يضمن سرعة التنفيذ وجودة الأداء، مع دراسة أفضل سبل استغلال الأراضي الشاغرة لخدمة سكان المناطق المجاورة وتعظيم الاستفادة من المساحات غير المستغلة داخل نطاق المدينة.