اقتصاد دول إفريقيا يواصل النمو رغم رسوم ترامب الجمركية
قال موقع التحليلات "ذا أفريكا ريبورت" إنه من المتوقع أن تصبح أفريقيا أسرع القارات نمواً على الرغم من الرسوم الجمركية وتخفيضات المساعدات التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ورغم الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على جميع الدول الأفريقية فضلاً عن تقليص أنشطة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، قد يصل نمو الناتج المحلي الإجمالي في أفريقيا عام 2025 إلى 3.9%، وهو ما يتجاوز المتوسط العالمي.
كما أشار الموقع إلى أنه من المتوقع أن تشهد دول مثل كوت ديفوار والسنغال ورواندا وإثيوبيا أكبر معدل نمو بنسبة 6%، وفقاً لوكالة "تاس" الروسية للأنباء.
كما تشهد الأسواق المالية الأفريقية نمواً ملحوظاً، فمن المتوقع أن ترتفع أسهم جنوب أفريقيا ونيجيريا وكينيا والمغرب بنسبة 40% في عام 2025، في حين ارتفعت قيمة العملات المحلية مقابل الدولار، وانخفض التضخم في عدة دول.
وأضاف الموقع أن صادرات الدول الأفريقية إلى الولايات المتحدة انخفضت بنسبة 86% على مدار العشرين عاماً الماضية، ولم تتجاوز الآن 4%، حيث تفضل الدول الأفريقية التجارة فيما بينها وكذلك مع دول آسيا والشرق الأوسط.
وتواجه أفريقيا تغيرات ديموغرافية وتكنولوجية كبرى على المدى الطويل، ففي السنوات العشرين المقبلة سينتقل حوالي 700 مليون أفريقي إلى المدن، وستؤدي الرقمنة إلى تغيرات في إنتاجية العمل.
البنك الدولي يتوقع تحسن مؤشرات اقتصادية في أفريقيا خلال 2025
توقع البنك الدولي تحسن العديد من المؤشرات الاقتصادية في أفريقيا العام الجاري بعد ارتفاع معدل النمو من 2.9% في عام 2023 إلى 3.2% في عام 2024، على خلفية انخفاض معدلات التضخم وتيسير الأوضاع المالية.
وذكر البنك في تقرير له أن الصعوبات التي تواجهها الاقتصادات الكبرى مثل نيجيريا وجنوب أفريقيا، أدت إلى إعاقة التعافي الاقتصادي في المنطقة، ومن المتوقع أن ينخفض التضخم هذا العام على الرغم من أن أسعار المواد الغذائية ظلت مرتفعة في عام 2024.
وتوقع البنك انخفاض أسعار الفائدة الرئيسية، وهو ما من شأنه أن يحفز الاستهلاك الخاص، وبالتالي الاستثمار، بحسب الاسواق العربية.
كما توقع أن تستفيد منطقة شمال أفريقيا ومنطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من الطلب المحلي القوي، مما قد يعزز نمو البلدان، خاصة مع توقعات تباطؤ النمو في منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ، وفي أوروبا وآسيا الوسطى.
وفي هذا السياق، أكد كبير خبراء الاقتصاد في البنك الدولي "إندرميت جيل" أن معظم العناصر التي ساعدت في تنمية البلدان النامية تبددت تدريجيًا وعليها الآن مواجهة العديد من الرياح المعاكسة، داعيًا هذه البلدان إلى التفكير في نهج جديد من خلال تسريع الاستثمار الخاص وتشجيع الاستخدام الفعال لرأس المال.
