بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

سرقة جواهر نابليون من متحف اللوفر بفرنسا في 4 دقائق

متحف اللوفر بفرنسا
متحف اللوفر بفرنسا

في حادثة هزت الوسط الثقافي والفني في فرنسا والعالم، تعرّض متحف اللوفر الشهير في العاصمة باريس لعملية سرقة منظمة وصفت بأنها "ضربة موجعة لتراث فرنسا"، حيث تمكّن أربعة لصوص صباح أمس الأحد من سرقة مجموعة نادرة من مجوهرات نابليون، بينها التاج الشهير للإمبراطورة جوزفين، في عملية استغرقت أقل من خمس دقائق.

الجدير بالذكر أن اللصوص كانوا يرتدون سترات صفراء مشابهة لتلك التي يستخدمها عمّال الورشات، ما مكّنهم من التمويه والدخول إلى موقع الجريمة عبر مصعد شحن بجانب ورشة بناء قريبة من المتحف. 

وقد استخدموا منشارًا دائريًا لاقتحام نافذة في جناح "غاليري أبولو" قبل أن يقتحموا المكان ويكسروا خزائن العرض الزجاجية، مستولين على 8 قطع ثمينة من المجموعة الإمبراطورية.

وقد تسببت هذه الجريمة في إغلاق المتحف طوال اليوم، وتم إخلاء الزوار وسط أجواء من الذهول والقلق. علماً بأن اللصوص، وفق التحقيقات الأولية، كانوا يعلمون موقع المجوهرات بدقة، ما يرجّح فرضية التخطيط المسبق والتنفيذ المحترف.

من جانبه، أعلن وزير الثقافة الفرنسي الأسبق ورئيس بلدية باريس الحالي، لوران نونييز، أن اللصوص فرّوا بعد تنفيذ الجريمة خلال أقل من 7 دقائق، وتمكنوا من الهرب رغم إطلاق صفارات الإنذار وتدخل خمسة عناصر أمنية كانت متواجدة في الجناح. وقد تسبّب اللصوص أيضًا في تلف تاج الإمبراطورة أوجيني خلال عملية الفرار.

وأشار بيان صادر عن وزارة الثقافة إلى أن "التحقيقات جارية بإشراف النيابة العامة في باريس، وتم العثور على معدات استخدمها الجناة في تنفيذ العملية، إضافة إلى بعض القطع المسروقة التي تُركت خلفهم". كما صرحت الوزيرة رشيدة داتي بأن "ما حدث يعكس ثغرات خطيرة في أنظمة الأمان"، مضيفة أن اللصوص حاولوا إحراق المصعد، مما ساهم في ترك أدلة مهمة.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون علّق على الحادثة قائلاً: "إن سرقة جواهر نابليون من متحف اللوفر هو اعتداء على ذاكرتنا وتاريخنا. سنبذل كل الجهود للقبض على الفاعلين واستعادة القطع المسروقة." كما أشار إلى أن مشروع "نهضة اللوفر الجديدة" الذي أُعلن عنه سابقاً، سيتضمن تعزيز الإجراءات الأمنية بتكلفة تصل إلى 500 مليون يورو.

يُشار إلى أن موظفي متحف اللوفر سبق وأن نظموا إضرابات في يونيو الماضي احتجاجاً على قلة عدد العاملين وضعف الإجراءات الأمنية، ما يجعل هذه الحادثة نتيجة لتراكم تحذيرات لم تُؤخذ على محمل الجد.

أخيراً، لا تزال التحقيقات جارية وسط ضغط شعبي وإعلامي كبير، بينما تعيش فرنسا حالة من الصدمة جراء هذا الحادث الذي يُعيد إلى الأذهان أشهر سرقة عرفها المتحف في تاريخه، وهي سرقة لوحة "الموناليزا" عام 1911.