المغرب يتفوق بثنائية على الأرجنتين في الشوط الأول من نهائي كأس العالم للشباب في تشيلي

نجح المنتخب المغربي في إنهاء الشوط الأول متقدماً بنتيجة (2-0) أمام نظيره الأرجنتيني، في نهائي بطولة كأس العالم للشباب المقامة حالياً في تشيلي، بعد أداء جماعي مميز وتنظيم تكتيكي رفيع من جانب كتيبة المدرب محمد وهبي، الذين قدموا واحداً من أفضل أشواطهم في البطولة على الإطلاق.
بداية قوية وضغط مبكر من أسود الأطلس
دخل المنتخب المغربي اللقاء بثقة واضحة منذ الدقيقة الأولى، وفرض أسلوبه الهجومي المبكر بحثاً عن هدف التقدم. وجاءت أولى المحاولات الخطيرة في الدقيقة الثانية عندما انطلق علي معمار من الجهة اليسرى ومرر كرة عرضية داخل منطقة الجزاء، إلا أن الحارس الأرجنتيني سانتينو باربي تمكن من التقاطها بسهولة.
ورغم هذا الإنذار المبكر، حاول لاعبو الأرجنتين امتصاص حماس المغاربة من خلال الاحتفاظ بالكرة، لكن الضغط العالي من خط وسط المغرب بقيادة نعيم بيار وياسين خليفي أربك بناء اللعب لدى المنافس، ومنع الأرجنتينيين من التقدم نحو مرمى إبراهيم جوميس.



توقف مبكر وحذر دفاعي
شهدت الدقيقة الثالثة توقف المباراة إثر سقوط أحد لاعبي الأرجنتين متأثراً بإصابة، ليتدخل الجهاز الطبي سريعاً لعلاجه، وهو ما منح الفريقين فرصة لإعادة التنظيم داخل الملعب. وبعد استئناف اللعب، عادت السيطرة مجدداً للمغاربة الذين واصلوا بحثهم عن تسجيل الهدف الأول.
وفي الدقيقة السادسة كاد المغرب أن يفتتح التسجيل بعد تمريرة طولية متقنة وصلت إلى المهاجم ياسر زابيري الذي حاول الانفراد بالحارس، لكن الأخير خرج من مرماه في توقيت مثالي وقطع الكرة قبل أن يتعرض لتدخل قوي من المهاجم المغربي الذي طالب بخطأ لصالحه، غير أن الحكم أمر بمواصلة اللعب.
لقطة مثيرة والبطاقة الخضراء
أثارت اللقطة السابقة احتجاجات كبيرة من الجهاز الفني المغربي بقيادة المدرب محمد وهبي، الذي طالب الحكم بالعودة لتقنية الفيديو بعد استخدامه البطاقة الخضراء — التي تشير إلى مراجعة موقف رياضي غير معتاد أو سلوك رياضي خاص — من أجل التأكد من وجود مخالفة ضد حارس الأرجنتين.
وفي الدقيقة العاشرة قرر الحكم الاكتفاء بإشهار البطاقة الصفراء في وجه الحارس سانتينو باربي، محتسباً خطأ لصالح زابيري على حدود منطقة الجزاء، وهو ما اعتُبر نقطة تحول مبكرة في المباراة.
زابيري يفتتح التسجيل ببراعة
استغل ياسر زابيري الخطأ المحتسب ببراعة كبيرة، حيث نفذ الضربة الثابتة في الدقيقة 12 بطريقة رائعة، سكنت الزاوية اليمنى العليا للحارس الأرجنتيني، معلناً عن أول أهداف اللقاء لصالح المنتخب المغربي. هذا الهدف أشعل المدرجات التي امتلأت بالجماهير المغربية التي سافرت بأعداد كبيرة لدعم منتخبها في النهائي التاريخي.
بعد الهدف، تراجع المنتخب الأرجنتيني محاولاً امتصاص الصدمة، لكن معنويات المغاربة ارتفعت بشكل واضح، خاصة مع تألق خط الوسط في استخلاص الكرات وتنويع اللعب بين الأطراف والعمق.
المغرب يهدد مجدداً ويواصل الضغط
في الدقيقة 21، أتيحت فرصة جديدة للمغرب بعد هجمة مرتدة سريعة، إلا أن سوء التفاهم بين لاعبي الخط الأمامي أضاع فرصة تعزيز التقدم، حيث ارتدت الكرة إلى نعيم بيار الذي سددها بقوة من خارج المنطقة لكنها مرت بجوار القائم الأيسر.
واصلت كتيبة وهبي الضغط التكتيكي المميز، حيث تميز الفريق بالتحرك الجماعي في الحالة الهجومية والعودة المنظمة عند فقدان الكرة، وهو ما جعل الأرجنتين عاجزة عن خلق فرص حقيقية طوال الشوط الأول.
زابيري يواصل التألق ويضاعف النتيجة
وجاءت الدقيقة 29 لتعلن عن الهدف الثاني للمغرب بعد هجمة مرتدة نموذجية بدأها عثمان معمار من الجهة اليمنى بانطلاقة رائعة تجاوز بها أكثر من لاعب أرجنتيني، قبل أن يرسل عرضية مثالية داخل منطقة الجزاء، وصلت مباشرة إلى ياسر زابيري الذي سددها بقوة في الشباك، مسجلاً هدفه الشخصي الثاني وهدف بلاده الثاني في المباراة.
هذا الهدف أكد تفوق المنتخب المغربي فنياً وبدنياً، وأظهر مدى الانسجام الكبير بين خطوط الفريق، خاصة بين معمار وزابيري اللذين شكّلا ثنائياً خطيراً أربك الدفاع الأرجنتيني طيلة النصف الأول من اللقاء.
نهاية الشوط بسيطرة مغربية وثقة عالية
في الدقائق الأخيرة من الشوط، حاول المنتخب الأرجنتيني العودة إلى أجواء اللقاء عبر عرضية من الجهة اليمنى في الدقيقة 41، لكن الحارس المغربي إبراهيم جوميس خرج في توقيت مثالي وأمسك بالكرة قبل أن تصل إلى المهاجم كاريزو.
استمر التفوق المغربي حتى صافرة نهاية الشوط الأول، وسط تصفيق كبير من الجماهير في المدرجات، وإشادة واضحة من المعلقين والمحللين بأداء الفريق العربي الذي بدا أكثر تنظيماً وإصراراً على تحقيق اللقب العالمي.
نظرة فنية
يمكن القول إن المدرب محمد وهبي تفوق تكتيكياً على نظيره الأرجنتيني في هذا الشوط، من خلال الاعتماد على أسلوب الضغط العالي والتحولات السريعة، إلى جانب استغلال سرعة الأطراف ودقة التمريرات الطولية خلف الدفاع. كما برز الأداء الجماعي والتفاهم الكبير بين لاعبي الوسط والهجوم، مما مكّن المغرب من التحكم في إيقاع المباراة.
بهذه النتيجة، أنهى المغرب الشوط الأول متقدماً بهدفين دون رد، ليقترب خطوة كبيرة من تحقيق إنجاز تاريخي بالتتويج بكأس العالم للشباب لأول مرة في تاريخه، في انتظار ما ستسفر عنه أحداث الشوط الثاني من هذه المواجهة المثيرة في تشيلي.