رئيس اتحاد تنس الطاولة: تحويل عمر عصر ومحمود أشرف للتحقيق بعد أزمة المصافحة

 أعلن أشرف حلمي، رئيس الاتحاد المصري لتنس الطاولة، عن قراره تحويل الثنائي عمر عصر ومحمود أشرف للتحقيق عقب عودة بعثة المنتخب الوطني من بطولة أفريقيا، وذلك بعد الأزمة التي شهدتها البطولة الأخيرة بسبب واقعة عدم المصافحة بين اللاعبين عقب المباراة النهائية، التي أثارت جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي.

 وجاءت تصريحات رئيس الاتحاد خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي محمد شبانة في برنامجه “نمبر وان” المذاع عبر قناة CBC، حيث أكد أن الاتحاد سيتعامل مع الموقف بكل حزم وانضباط حفاظًا على قيم الرياضة المصرية وصورة المنتخب الوطني في المحافل القارية.

 بداية الأزمة: واقعة أثارت الجدل:

 تعود تفاصيل الأزمة إلى مشهد تم تداوله عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، أظهر محمود أشرف، لاعب منتخب مصر الشاب، وهو يتجاهل مصافحة زميله عمر عصر عقب نهاية اللقاء، ما أثار استياء الجماهير والمتابعين الذين اعتبروا التصرف غير رياضي ولا يليق بلاعب يمثل بلاده في بطولة قارية.

 وعلّق أشرف حلمي على الواقعة قائلًا: “المشهد المتداول غير مكتمل، محمود لم يصافح عمر عصر، وهذا خطأ من جانبه بلا شك، لكنه لا يختصر القصة كلها. يجب أن ننتظر تقرير رئيس البعثة لنفهم ما حدث بدقة قبل إصدار أي أحكام نهائية”.
 

وأوضح رئيس الاتحاد أن العلاقة بين جميع لاعبي المنتخب كانت تسير بشكل طبيعي خلال البطولة، وأن ما حدث كان تصرفًا فرديًا غير معتاد من الطرفين.

 التحقيقات قادمة بعد العودة إلى القاهرة"

 أكد حلمي أن الاتحاد سيتعامل مع الموقف وفق اللوائح، قائلاً:“سيتم تحويل الثنائي عمر عصر ومحمود أشرف للتحقيق فور عودة البعثة من البطولة. نحن لا نبحث عن عقاب بقدر ما نريد معرفة الحقيقة كاملة، لأن ما يهمنا هو مصلحة المنتخب وصورة مصر”.

 وأضاف، أن الاتحاد سيستمع إلى جميع الأطراف، بما فيهم رئيس البعثة والمدرب وأعضاء الجهاز الفني، لمعرفة الملابسات التي أدت إلى هذا التوتر المفاجئ بين لاعبين يُعدّان من ركائز المنتخب الوطني في المنافسات القارية والدولية.

 وأشار حلمي إلى أن الواقعة جاءت في لحظة احتفال المنتخب بالتتويج ببطولة إفريقيا، وكان يجب أن تكون الأجواء إيجابية، لكن التصرف الفردي من أحد اللاعبين أفسد المشهد وأثار استغراب الجميع.

 رد فعل عمر عصر أيضًا محل مساءلة:

 رئيس الاتحاد لم يحمّل المسؤولية لمحمود أشرف وحده، بل أوضح أن رد فعل عمر عصر لم يكن مقبولًا أيضًا، مضيفًا: “رد فعل عمر عصر كان خاطئًا كذلك، ولا توجد أي أزمة سابقة بينه وبين محمود. لا يوجد ما يبرر العصبية أو التصريحات الغاضبة بعد الواقعة. نحن جميعًا نتحمل مسؤولية تمثيل مصر، ومن غير المقبول أن تصدر مثل هذه التصرفات من لاعب كبير مثله”.

وأوضح أن الاتحاد لن يتهاون في محاسبة أي طرف يثبت تجاوزه للحدود الرياضية أو الأخلاقية، مؤكدًا أن الانضباط هو أساس النجاح، وأن مكانة عمر عصر الكبيرة لا تعفيه من المساءلة إذا ثبت تجاوزه.

 موقف الاتحاد من الأزمة: الحفاظ على صورة مصر أولوية:
  شدد حلمي على أن الاتحاد يتعامل مع كل لاعبيه بمعيار واحد دون تمييز، وقال:“ما يهمنا أولًا هو صورة مصر أمام القارة والعالم. هذه التصرفات الفردية لا تعبر عن روح الفريق ولا عن قيم الرياضة المصرية. لذلك، طلبت من محمود عدم الصعود إلى المنصة أثناء التتويج حتى لا تحدث مواجهة مباشرة بينه وبين عمر قد تُفسد فرحة الفوز”.

وتابع موضحًا:“ربما شعر البعض أنني كنت قاسيًا في قراري تجاه محمود، لكنني فضّلت أن أتحمّل اللوم حتى نحافظ على صورة المنتخب. لم أرغب أن يتحول الاحتفال إلى مشهد سلبي أمام الكاميرات”.

وأشار رئيس الاتحاد إلى أن تصرفه هذا جاء بدافع الحرص على وحدة الفريق لا على التفرقة، وأن جميع اللاعبين سيظلون إخوة وزملاء رغم ما حدث.

 أزمة كان يمكن تفاديها:

 وأضاف حلمي أن ما جرى كان يمكن تجنبه بسهولة لو تعامل اللاعبان بحكمة أكبر، مؤكدًا أن المنتخبات القومية ليست مكانًا لتصفية الخلافات الشخصية أو ردود الأفعال الانفعالية:“عمر عصر لا يصح أن يهدد بعدم خوض المباراة في حالة وجود محمود أشرف داخل الصالة، هذا تصرف لا يليق بلاعب دولي يحمل راية مصر. في الوقت نفسه، لا يمكن تبرير تصرف محمود برفضه التحية، لأنه مهما كانت الأسباب، يجب أن يتحلى اللاعب بالروح الرياضية”.

وشدد حلمي على أن الاتحاد سيعمل على إعادة الانسجام بين اللاعبين بعد التحقيقات، لأن الفريق في مرحلة بناء جديدة ويحتاج إلى الاستقرار والتركيز قبل الاستحقاقات المقبلة، خاصة مع اقتراب البطولات التأهيلية لأولمبياد 2028.

 محاسبة عادلة وفق نتائج التحقيق:

 واختتم رئيس الاتحاد تصريحاته مؤكدًا أن العقوبات  إن صدرت  ستكون مبنية على نتائج التحقيق فقط، لا على ما تم تداوله عبر وسائل الإعلام، وقال:“نحن لا نحكم على الأمور من مقطع فيديو أو رأي متداول على السوشيال ميديا. التحقيق سيكشف كل شيء، وإذا ثبت أن محمود أشرف هو المخطئ، فسيتم محاسبته، أما إذا تبين أن عمر عصر تجاوز، فلن نتهاون معه أيضًا”.

 وأضاف، أن الهدف من التحقيق ليس العقاب في حد ذاته، بل إعادة الانضباط والروح الجماعية داخل صفوف المنتخب، مؤكدًا أن الاتحاد يحرص على دعم جميع اللاعبين المميزين بشرط الالتزام الكامل والانضباط السلوكي داخل وخارج الملعب.

 رسالة ختامية من الاتحاد:

 وفي ختام حديثه، وجه حلمي رسالة إلى الجماهير المصرية والإعلام الرياضي قائلاً:“أطلب من الجميع عدم تضخيم الأمور قبل معرفة الحقيقة. منتخب تنس الطاولة رفع اسم مصر عاليًا في إفريقيا، وما حدث لا يجب أن ينسينا إنجازهم الكبير. نعم هناك خطأ وسنحاسب المخطئ، لكن الأهم أن نحافظ على روح الفريق واستقراره”.