بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

بينترست تمنح مستخدميها السيطرة على صور الذكاء الاصطناعي

بينترست
بينترست

أعلنت منصة بينترست عن إطلاق إعدادات جديدة، لمواجهة طوفان الصور المُولدة بالذكاء الاصطناعي، تمنح المستخدمين مزيدًا من التحكم في نوعية المحتوى الذي يظهر في توصياتهم اليومية، خاصة في الفئات الأكثر عرضة لانتشار المحتوى الاصطناعي مثل الفن والموضة والجمال والديكور.

تأتي هذه الخطوة بعد تزايد شكاوى المستخدمين خلال العام الماضي من صعوبة العثور على الصور الأصلية التي أنشأها البشر، وسط كمٍّ هائل من المحتوى الذي تولده خوارزميات الذكاء الاصطناعي. 

فالطبيعة البصرية المميزة لبينترست جعلتها أرضًا خصبة لانتشار الصور المُزيفة والمُعدلة رقميًا، الأمر الذي أثر على تجربة المستخدم وموثوقية المنصة كمصدر للإلهام البشري الحقيقي.

ووفقًا لما أعلنته الشركة في بيانها الأخير، أضافت بينترست إعدادًا جديدًا تحت اسم "تحسين توصياتك" (Tune Your Recommendations)، يسمح للمستخدمين بالتحكم في مدى ظهور المحتوى المُولَّد بالذكاء الاصطناعي في خلاصاتهم. من خلال هذا الخيار، يمكن تقليل ظهور الصور المُولدة بالذكاء الاصطناعي في مجالات محددة، تشمل الفن والعمارة والموضة والترفيه والصحة والرياضة وديكور المنزل. 

وأكدت الشركة أن القائمة ستتوسع مستقبلًا لتشمل فئات إضافية بناءً على سلوك المستخدمين ومستوى انتشار المحتوى الاصطناعي فيها.

لكن بينترست لم تعد بتصفية هذا النوع من المحتوى بالكامل. فقد أوضحت في بيانها أن الإعدادات الجديدة تهدف إلى تقليل ظهور الصور المُولدة بالذكاء الاصطناعي وليس حظرها نهائيًا، مشيرةً إلى أن بعض المواد المُولدة آليًا تتميز بجودة فنية عالية وتلقى تفاعلًا إيجابيًا من المستخدمين.

 وصرّح متحدث باسم الشركة بأن الهدف ليس القضاء على الذكاء الاصطناعي، بل ضمان التوازن بين الإبداع البشري والمحتوى الرقمي الآلي.

ويُطبق الإعداد الجديد على دبابيس الصور فقط، دون أن يشمل مقاطع الفيديو في الوقت الحالي، ما يعني أن المستخدمين سيستمرون في رؤية بعض المقاطع المُولدة بالذكاء الاصطناعي مثل تلك المصنوعة باستخدام أدوات متقدمة مثل Sora وغيرها، وتقول الشركة إنها تعمل على تطوير حلول مماثلة لمقاطع الفيديو مستقبلًا، بعد أن لاحظت ارتفاعًا كبيرًا في عدد المنشورات المرئية التي تُنتجها أدوات الذكاء الاصطناعي.

وفي إطار جهودها لتعزيز الشفافية، بدأت بينترست منذ مايو الماضي في تجربة وسوم تُحدد بوضوح المحتوى الذي تم إنشاؤه أو تعديله بواسطة الذكاء الاصطناعي. واليوم، تؤكد المنصة أنها عززت هذه الأدوات لتكون أكثر دقة وشمولًا، بحيث يستطيع المستخدم معرفة ما إذا كانت الصورة أصلية أم مصنوعة رقميًا قبل التفاعل معها أو حفظها.

تتوفر الإعدادات الجديدة حاليًا على إصدار سطح المكتب وتطبيق أندرويد، بينما من المقرر أن تصل إلى أجهزة iOS خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

هذه الخطوة من بينترست تُعد جزءًا من توجه أوسع في صناعة التكنولوجيا نحو ضبط استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، بعد أن أصبحت الكثير من المنصات تواجه تحديات في الفصل بين الإبداع الحقيقي والمحتوى الصناعي، فبينما يُسهم الذكاء الاصطناعي في فتح آفاق جديدة للفنانين والمصممين، إلا أنه في الوقت نفسه يُهدد بتشويه مفهوم الأصالة والابتكار البشري.

ويرى خبراء الإعلام الرقمي أن سياسة بينترست الجديدة قد تُعيد التوازن إلى المنصة التي لطالما كانت مرجعًا للمبدعين والمصممين حول العالم، فبدلًا من إغراق المستخدم بكمٍّ هائل من الصور المصنوعة آليًا، تمنحه الشركة الآن حرية اختيار ما يريد رؤيته، في تجربة أقرب إلى تنظيم معرض رقمي خاص يعتمد على الذوق الفردي لا على خوارزميات لا تعرف الحدود.

بهذا التحديث، يبدو أن بينترست لا تسعى فقط لحماية منصتها من المحتوى الاصطناعي المفرط، بل أيضًا لاستعادة ثقة المستخدمين الذين وجدوا أنفسهم وسط طوفان من الصور المزيفة، وبينما تتنافس الشركات الكبرى مثل ميتا وجوجل في استعراض قدرات الذكاء الاصطناعي، تختار بينترست طريقًا مختلفًا: تمكين الإنسان من السيطرة على تجربته الرقمية بدلًا من أن تتحكم به الخوارزميات.