مصرع عروسين خنقا بالغاز بعد ساعات من الزفاف في حدائق العاصمة

تحولت فرحة زفاف عروسين في حدائق العاصمة إلى مأساة بعد وفاتهما داخل شقتهما نتيجة تسرب غاز السخان بعد ساعات قليلة من حفل الزفاف.
لم يكن أحد يتخيل أن ليلة العمر التي طالما انتظرها محمد ورحمة ستتحول في لحظات إلى مأساة تقطع القلوب. العروسان اللذان استعدا لشق حياتهما الجديدة معا، وجدا نفسهما ضحية تسرب غاز داخل شقة الزوجية في منطقة حدائق العاصمة بمدينة بدر، بعد ساعات قليلة فقط من انتهاء حفل الزفاف الذي جمع الأهل والأصدقاء وسط أجواء من الفرح والسعادة.
بدأت تفاصيل الحادث عندما أنهى العروسان حفل زفافهما الذي أقيم في إحدى قاعات الأفراح بمنطقة مصر القديمة، واصطحبهما الأهل إلى شقة الزوجية الجديدة التي كانا قد أعداها بعناية خلال الشهور الماضية.
في تلك الليلة، غادر الجميع بعد الاطمئنان عليهما، تاركينهما لبدء حياتهما الزوجية، دون أن يعلموا أن تلك ستكون آخر مرة يرونهما فيها أحياء.
في صباح اليوم التالي، حاول الأهل الاتصال بالعروسين للاطمئنان عليهما، لكن الهاتف ظل يرن دون إجابة. تكررت المحاولات دون جدوى، ما أثار القلق في نفوسهم، فقرروا التوجه إلى الشقة في العقار رقم 75 بمنطقة حدائق العاصمة،
ومع وصولهم إلى المكان وطرق الباب أكثر من مرة دون استجابة، تم إبلاغ أجهزة الأمن والإسعاف التي انتقلت على الفور إلى موقع البلاغ.
بعد كسر باب الشقة والدخول، كانت الصدمة قاسية. حيث عثر على جثتي محمد ورحمة داخل حمام الشقة، وقد فارقا الحياة نتيجة اختناقهما بالغاز المنبعث من سخان المياه. تبين من المعاينة الأولية أن الوفاة حدثت نتيجة استنشاق كميات كبيرة من غاز أول أكسيد الكربون الناتج عن تسرب من السخان أثناء الاستحمام.
تحريات الأمن تكشف سبب الوفاة وتؤكد عدم وجود شبهة جنائية
على الفور، انتقلت فرق البحث التابعة لمديرية أمن القاهرة إلى موقع الحادث لإجراء الفحص والتحريات اللازمة. وأوضحت المعاينة أن جميع الأبواب والنوافذ كانت مغلقة بإحكام، ولم يتم العثور على أي آثار لعنف أو اقتحام، ما أكد أن الحادث وقع نتيجة تسرب الغاز دون أي شبهة جنائية. وتم إخطار النيابة العامة التي انتقلت بدورها إلى مكان الواقعة لإجراء المعاينة واستكمال التحقيقات.
وأمرت النيابة بنقل الجثتين إلى مشرحة زينهم بالقاهرة، تمهيدا لتشريحهما والتأكد من سبب الوفاة. وبعد الفحص الطبي، تبين أن الوفاة حدثت بسبب الاختناق بالغاز، لتأمر النيابة بدفن الجثمانين بعد انتهاء الإجراءات القانونية اللازمة.
تم نقل الجثمانين في مشهد مؤثر شارك فيه الأهل والأقارب، الذين لم يصدقوا أن فرحة عمرهما لم تكتمل سوى لساعات معدودة، وأقيمت صلاة الجنازة في أجواء مملوءة بالحزن والذهول، ثم دفن العروسان إلى جوار بعضهما كما عاشا معا آخر لحظاتهما.