كلام فى الهوا
ماذا حدث للشخصية المصرية!!
كان أكثر ما يُميز المصرى عن باقى المنطقة خفة دمه وقدرته على السخرية على كل شئ وأى شىء حتى نفسه، فكان بالنكتة يُنفس بها عن همومه ومشاكله ويَعبر بها ربما يجد فيها كل ما يتمناه. لذلك لم تكن النُكت مجرد تسلية، إنما كانت رسالة إلى من يهمه أمر المصريين، تخبره فيها عن مشاكلهم، وكانت النُكت تجد من يرفعها إلى من يهتم بحال الناس. وللأسف حل محل النكتة التقليد لبعض «إفيهات» من أفلام ومسرحيات فى منتهى السماجة، ولا يعلم أحد على وجه اليقين أسباب إختفاء النُكت من حياة المصريين، ويرجع البعض أسباب ذلك إلى الوضع الاقتصادى الصعب الذى لا يترك فرصة لهم للجلوس مع بعضهم البعض «للمسامرة» مما يعنى الحديث والتشاور فى أمور الحياة والابتسام والضحك واللعب، ولكن كانت هناك فترات اقتصادية أصعب من ذلك ولم ينسى النكتة والضحك والسخرية، لذلك أجد أن سبب ذلك راجع إلى حالة «اللامبالاة» والخوف من الاقتراب من الشأن العام الذى أصبح تناوله خطر على الشخص، ربما هناك أسباباً أخرى لاختفاء النُكت من حياتنا. فلابد من البحث فى المناخ الذى نعيش فيه والذى انعدمت فيه روح المرح والسخرية وخفة الدم.