بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

أصغر جاسوس فى التاريخ وأبرز أبطال حرب أكتوبر

السرد التالى يحكى قصة أصغر طفل جاسوس فى التاريخ، عن المؤرخ أحمد عواد، وأبرز الأبطال الذين كانوا وراء نصر حرب أكتوبر ٧٣.

الطفل صالح عطية، راعى غنم ومربى دواجن سيناوى، كان يقيم مع والديه فى بيت صغير بالقرب من بئر مياه داخل أراضى سيناء.. وقصته باختصار هى أن المخابرات المصرية كانت تريد تجنيد والده كعميل لصالحها للحصول على معلومات من المعسكرات الإسرائيلية بعد نكسة ١٩٦٧.. ولكن خطرت ببال الرائد كيلانى الضابط المكلف بتجنيده فكرة تجنيد الطفل بدلاً من والده بعد أن لاحظ نشاط الطفل وهمته أثناء زيارته لبيت الشيخ عطية والد صالح.. وبدأ تجنيد الطفل صالح.. وأخذ يتلقى دروساً على يد الرائد كيلانى لجمع المعلومات. وجندته المخابرات المصرية فى قلب المعسكرات الإسرائيلية فى سيناء ١٩٦٩، وكانت مهمة صالح أنه يقوم بدور بائع بيض فى معسكرات الإسرائيليين فى سيناء وأثناء عملية البيع يقوم بجمع المعلومات عن أعداد الجنود وأماكن نومهم والمعدات الموجودة بالمعسكرات واستطاع أن يكون صداقات مع الجنود الاسرائليين. صالح نقل للقاهرة خرائط الألغام المحيطة بالمعسكرات الاسرائيلية، وتمكن من الحصول على أماكن مولدات الكهرباء وخزانات المياه الخاصة باليهود. صالح استطاع أن يحصل على خرائط مخازن الأسلحة والذخيرة، وظل الطفل يجمع المعلومات ويبلغها للمخابرات إلى أن تم تدريبه على وضع أجهزة تجسس دقيقة داخل حجرات القيادات وقام بزرع ٥٥ جهاز تنصت، وتمكنت المخابرات المصرية من خلالها إلى الاستماع لجميع ما يحدث داخل وحدات قيادة الجيش الإسرائيلى، وبعد ذلك كرمه الرئيس جمال عبدالناصر. وقبل حرب أكتوبر بشهر، تم نقل صالح ووالده الشيخ عطية وأمه مبروكة علم الدين إلى القاهرة لضمان سلامتهم.

وفى حرب أكتوبر تم تدمير المعسكرات الإسرائيلية وإبادتها بالكامل. وبعد الحرب تم تكريم صالح عطية من الرئيس أنور السادات وأكمل تعليمه والتحق بالكلية الحربية حتى أصبح ضابط مخابرات مصرياً سنة ١٩٧٧، وجلس على نفس مكتب الرائد كيلانى المسئول عن تدريبه وهو طفل. صالح عطية تم اغتياله فى ظروف غامضة سنة ١٩٩٩ عن عمر ٤٦ عاماً. 

وأخيراً، عندما نذكر نصر حرب أكتوبر ٧٣، يجب ألا ننسى الدور الذى قام به الرئيس جمال عبدالناصر ومعه الفريق محمد فوزى وزير الحربية والفريق عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة بعد نكسة ٦٧، من إعداد وبناء القوات المسلحة وجلب أسلحة حديثة والتدريب عليها نهاراً وليلا، وبعد أسابيع قليلة من ٥ يونيو ٦٧ كانت بطولة جنودنا فى معركة رأس العش، وبعدها فى اقل من خمسة أشهر كانت ضربة إغراق المدمرة إيلات، ثم قامت حرب الاستنزاف التى لم تدع العدو يهدأ أو يهنأ بوجوده على الضفة الشرقية لقناة السويس، وإغراق سفن العدو فى ميناء إيلات، وهزيمته فى معركة جزيرة شدوان، واستشهد الفريق عبدالمنعم رياض وسط جنوده على الجبهة، ورحل الرئيس جمال عبدالناصر فى سبتمبر ٧٠، قبل أن يشهد الأيام المجيدة التى عاش سنواته الأخيرة يعد لها نهاراً وليلاً، وجاء أنور السادات رئيساً ليقدر له أن يكون بطل الحرب والسلام.

محافظ المنوفية الأسبق