بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

قلم رصاص

دفتر أحوال وطن «٣٤٥»

«الرئيس» ورسائل أكتوبر وحكاية الوفاء والشرف

«لقد عاهدت الله وعاهدتكم على أن جيلنا لن يسلم أعلامه إلى جيل سوف يجىء بعده منكسة أو ذليلة، وإنما سوف نسلم أعلامنا مرتفعة هامتها عزيزة صواريها وقد تكون مخضبة بالدماء، ولكننا احتفظنا برؤوسنا عالية فى السماء وقت أن كانت جباهنا تنزف الدم، والألم والمرارة» قالها الزعيم الراحل محمد أنور السادات بعد نصر حرب أكتوبر المجيدة، وجاء اليوم الذى حافظ الجيل الجديد على أعلام جيل النصر مرتفعة هامتها، عزيزة صواريها، صدقت يا بطل النصر، وستبقى رؤوسكم عالية فى السماء، طالما أن أجيالكم من خير أجناد الأرض ما زالوا يضحون بأنفسهم من أجل بقاء هذا الوطن. قالها بطل الحرب والسلام، وتحققت بمزيد من الدهاء والقوة الوفاء على يد الرئيس عبدالفتاح السيسى، عندما قاد حرب بقاء ضد مخططات الربيع العربى الذى وضعها «برنارد لويس» واعتمدها الكونجرس الأمريكى عام ١٩٨٣ لتقسيم الدول العربية إلى دويلات، ومذاهب، لصالح أمن إسرائيل أولاً، ومصالحهم التوسعية بمفاهيم حروب الجيل الرابع، التى لا تنفذ بالسلاح، بل بأسلحة جديدة أهمها زرع الفتن، والإشاعات، وتعظيم دور الإسلام السياسى بمفهومهم، لتسهيل تدخلهم فى الوقت المناسب لتقسيم المقسم، وإسقاط الدول مثلما حدث فى العراق، وسوريا، وليبيا، تحققت بالدهاء والقوة عندما قاد الرئيس حرب تطوير الجيش وتسليح القوات المسلحة بمفهوم قوى الدولة الشاملة،وأعطى ظهره لكل الإشاعات ومراحل الاستهزاء من أصحاب الأجندات، ودخل حرباً طاحنة ضد الإرهاب، وحرباً أخرى للتنمية فى كل ربوع مصر،ليقول للعالم كله هذه مصر الجديدة القوية، قادها وخطط هو وصقور مصر، ليحافظ على القضية الفلسطينية، ويؤكد أن التهجير خط أحمر، ويصمد حتى يأتى اليه العالم وعلى رأسه الرئيس ترامب ليوقع اتفاق سلام فى مدينة السلام «شرم الشيخ» لتكون مصر هى محور حديث العالم، فعلها بشرف فى زمن عز فيه الشرف، وهو يتلقى الضربات من كل اتجاه، بل ويحرقون كل الدول الواقعة على حدوده الاستراتيجية، ولكنه وقف كالبطل، ووقف صقور مصر يضعون سيناريو الفوز، والبطولة، وأكملها برسالته إلى أبى احمد فى اثيوبيا وللعالم، أن مصر لن تقف صامتة أمام تهديدات السد الإثيوبى.

 هذه الرسائل فى أكتوبر رسائل مصر القوية، غلفها الرئيس كعادته بلمسات الوفاء التى يضعها فى كل احتفال بحرب أكتوبر المجيدة خلال كل ندوة تثقيفية، والتى أبهرتنا الشئون المعنوية بالقوات المسلحة كعادتها بفقرات الوفاء، وتشكيل صورة مصر القوية الوفية وتصديرها للعالم كله، نعم قالها بطل الحرب والسلام، وتحققت بمزيد من الدهاء والقوة والوفاء على يد الرئيس عبدالفتاح السيسى، كما لو كانت عهداً وميثاقاً، وبالأفعال وليست بالكلام والشو الإعلامى.

 فعلها مع الجميع حتى كل من تعمدت أزمنة سابقة أن تواريهم فى التراب، كرم الرئيس محمد نجيب أول رئيس جمهورية وأنشأ أكبر قاعدة برية فى الشرق الأوسط باسمه، كرم كل قادة وأبطال حرب الكرامة خلال الـ٦ سنوات الماضية، وكأنه يعطى للأجيال القادمة رسالة عن أسمى معانى الوفاء، فعلها فى معركة التسليح البرى والجوى والبحرى، جعل الجيش كله بقواعده، وأركانه، وفرقه، وكتائبه، بأسماء أبطال أكتوبر وقادته، حتى حاملات الطائرات أمر تسميتها باسمى الرئيس جمال عبدالناصر، والرئيس السادات، خلد اسم كل الشهداء ضد الإرهاب حتى المجندين وضع أسماءهم على الكبارى، والمواقع حتى كل فرق التخرج فى الكليات العسكرية تم تسميتها بأسماء قادة القوات المسلحة السابقين، رفض كتابة اسمه على اى قاعدة أو سلاح، أو مشروع تنموى، ولكنه سيكتب بحروف من ذهب عندما يكتب التاريخ، بأفعاله أخرس أجنحة الظلام التى تم برمجتها على الطعن فى مصر واستقرار مصر، ياسادة هى «حكاية شرف»، إنه القائد الذى يتمتع بالشرف فى زمن عز فيه الشرف، شرف الأمانة، وحب الوطن، وشرف الوفاء العظيم.

> المواطن.. وقرارات الحكومة.. الذكية!

لا أندهش كثيراً عندما تقوم الحكومة بإصدار بعض القرارات المباشرة ضد المواطن، من الطبقة المتوسطة ومحدودى الدخل، رغم توجيهات السيد الرئيس المتكررة بتحسين حياة المواطنين من محدودى الدخل والطبقة المتوسطة، بغرض رفع الأعباء قليلاً عن كاهلهم، بل أكون أكثر توقعاً لما سيحدث بعد القرارات، لأنى أعلم جيداً أن رؤية الرئيس وعمق تفكيره، أكبر كثيراً من رؤية الحكومة وبعض وزرائها الذين يعملون بطريقة «حافظين يا فندم»، «الرئيس أخذ على عاتقه الإصلاح متحدياً من أجل بناء مصر الجديدة، والمصريون وقفوا خلف الرئيس وصبروا ومازالوا لأنهم يثقون فى إخلاصه للوطن، ولكن السؤال هنا لماذا لا تفكر الحكومة قليلاً فى البعد الاجتماعى للمواطن من محدودى الدخل قبل اتخاذ القرار؟

 أسئلة أخرى، أين أجهزة قياس الرأى العام التى تضع أمام الوزير بيانات مدى رضاء المواطنين، وأحوالهم المعيشية؟ نعم رئيس الوزراء أكد منذ فترة خلال اجتماع مع الصحفيين على ضرورة زيادة أسعار الوقود، ولكن ما ذنب المواطن؟ وهل لاتوجد أى حلول أو افكار خارج الصندوق؟وان لم تجد الحكومة أفكاراً من خارج الصندوق، فما مهام الحكومة الموكلة اليها بالحفاظ على الطبقة المتوسطة ومحدودى الدخل فى ظل زيادة الأسعار المتكررة، والسؤال هنا: هل فكر وزير البترول فى معاناة محدودى الدخل قبل قرار زيادة أسعار الوقود، وما ستفعله من زيادة اسعار كل شىء من مواصلات،لغذاء،وغيره؟ هل فكر وزير الكهرباء عندما يرفع شرائح الاستهلاك؟ وشأنه أسعار فواتير الغاز، والمياه، هل فكر الوزراء، قبل زيادة رسوم المدارس والجامعات، هل فكروا قليلاً قبل فرض أى قرارات تزيد أعباء المواطن؟ هل تنتظرون فى كل مرة تدخل السيد الرئيس، والذى رفع من قبل الحد الأدنى للأجور، وأصدر قرارات بزيادة المعاشات وعدد من حزم الضمان الاجتماعى، أم تعملون أنتم على مراعاة البعد الإجتماعى، بدلاً من القرارات المتتابعة التى تقصم ظهر المواطن فى ظل الأجور المتدنية والتى لا تكفى مواجهة غول الأسعار؟

كلمة أخيرة: حافظوا على البعد الاجتماعى قبل إقرار القرارات حتى لا تكونوا أداة تستخدمها أجندات هدم الوطن، وحتى تحافظوا على إنجازات الرئيس الذى يحارب طواحين الهواء من أجل بناء هذا البلد.