"الذكاء الاصطناعي" و"مستقبل الموسيقى العربية" جلستان علميتان في مؤتمر الأوبرا

تواصلت أعمال المؤتمر العلمي المصاحب للدورة الثالثة والثلاثين من مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، على المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، حيث خُصصت جلستان علميتان لمناقشة محور بالغ الأهمية بعنوان:
"مستقبل الموسيقى العربية في عصر الذكاء الاصطناعي".
وشهدت الجلستان حضور ومشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين المتخصصين في الموسيقى والعلوم التكنولوجية من عدة دول عربية، ناقشوا خلالها تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الإبداع الموسيقي، وسبل توظيفه في الحفاظ على التراث وتطوير الإنتاج الموسيقي العربي.
مشاركون من 7 دول عربية
شارك في الجلستين العلمية كل من:
الدكتور محمد شبانة (مصر) – مقرر الجلسة الأولى،
الدكتور عصام الجودر (البحرين)،
الدكتور هاني زين العابدين (مصر)،
الدكتورة ثناء الحلوة (لبنان)،
الدكتور رجاء موسى (السودان)،
الدكتور صبحي الشرقاوي (الأردن)،
كما ترأس الجلسة الثانية الدكتور يوسف طنوس (لبنان)، بمشاركة:
الدكتور كفاح فاخوري (لبنان/الأردن)،
الدكتور جاسم حيدر (العراق)،
الباحثة منى زريق الصائغ (لبنان)،
والدكتورة أحلام أكبر بن الشيخ محمد صالح (الكويت).


الذكاء الاصطناعي بين التطوير وحماية الهوية
ناقش المشاركون فرص وإشكاليات دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف مراحل العمل الموسيقي، بدءًا من التلحين والتوزيع، وصولًا إلى إعادة تقديم أعمال التراث باستخدام تقنيات حديثة مثل الهولوجرام. كما طُرحت تساؤلات حول مستقبل الأداء الحي، وحقوق الملكية، وتحديات حماية الهوية الموسيقية العربية في ظل موجات الرقمنة والتطور التكنولوجي المتسارع.
وأكد المتحدثون أن الذكاء الاصطناعي، رغم إمكانياته الضخمة، يجب أن يُوظف كأداة مساندة للفنان وليس بديلًا عنه، مشددين على ضرورة إدماجه بشكل مدروس في العملية الإبداعية، دون التفريط في الأصالة والهوية.


دعوة لدعم البحث الموسيقي العربي
في ختام الجلسات، أوصى المشاركون بضرورة تعزيز التعاون بين المؤسسات الثقافية والأكاديمية، ودعم مشاريع البحث الموسيقي والتقني التي تسهم في تجديد الخطاب الفني، إلى جانب تطوير مناهج تعليم الموسيقى لتواكب العصر الرقمي، دون التخلي عن الجذور الفنية العربية.
عن مهرجان الموسيقى العربية
يُعد مهرجان الموسيقى العربية أحد أعرق وأهم المهرجانات الموسيقية في العالم العربي، تنظمه دار الأوبرا المصرية تحت إشراف وزارة الثقافة، وبدأت دورته الأولى عام 1992، ليكون منصة فنية راقية تهدف إلى الحفاظ على التراث الموسيقي العربي الأصيل، ودعم الفنون الجادة والمبدعين في مجال الموسيقى والغناء.
يضم المهرجان عددًا كبيرًا من الحفلات الموسيقية والغنائية التي تُقام على خشبات المسارح التابعة لدار الأوبرا بالقاهرة وعدد من المحافظات، ويشارك فيه نخبة من كبار النجوم والفنانين من مصر والعالم العربي، إلى جانب أصوات شابة صاعدة، وعازفين وفرق موسيقية.
أهداف المهرجان:
- الحفاظ على الهوية الموسيقية العربية.
- تقديم أعمال موسيقية تُمجّد التراث وتواكب المعاصرة.
- دعم المواهب الجديدة ومنحها فرصة الوقوف على مسارح الأوبرا.
- خلق حالة من التفاعل الثقافي والفني بين الأجيال المختلفة.
فعاليات المهرجان:
- حفلات غنائية لكبار المطربين والموسيقيين.
- مسابقات فنية في العزف والغناء والتأليف الموسيقي.
- ندوات فكرية وموسيقية تتناول قضايا فنية وثقافية.
- تكريم رموز الموسيقى والغناء العربي الذين أثروا الحياة الفنية بأعمالهم.
وقد استطاع المهرجان على مدار أكثر من ثلاثين دورة أن يحافظ على مكانته كمنصة فنية راقية وجسر ثقافي يربط بين الماضي والحاضر، ويُعيد تسليط الضوء على جماليات الموسيقى العربية الأصيلة.