أم كلثوم بين الماضي والحاضر في ندوة مهرجان الموسيقى العربية

في إطار الفعاليات الثقافية المصاحبة لـالدورة الثالثة والثلاثين من مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، نظّمت اللجنة العلمية للمؤتمر ندوة فكرية مميزة بعنوان: "أم كلثوم.. صوت الماضي والحاضر والمستقبل"، وذلك على المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية.
أدارت الندوة الدكتورة إيناس جلال الدين، وشارك فيها عدد من المفكرين والنقاد والكتّاب، من أبرزهم: الدكتور مدحت العدل، الكاتب والسيناريست والشاعر، الدكتور عمرو ناجي، عميد المعهد العالي للموسيقى العربية سابقًا، الشاعر السيد حسن، نائب رئيس اتحاد الكتّاب، والباحث صلاح علام، المتخصص في تراث الموسيقى العربية.
ناقشت الندوة عددًا من الجوانب الفنية والثقافية في مسيرة كوكب الشرق أم كلثوم، من بينها:
- بداياتها الفنية ورعاية الشيخ أبو العلا محمد لموهبتها.
- علاقتها العميقة بالشعراء، وعلى رأسهم أحمد رامي، الذي شكّل معها ثنائيًا طربيًا استثنائيًا.
- مساهماتها في تشكيل الوجدان العربي عبر العقود.
- تأثير التعاون مع الموسيقار رياض السنباطي الذي رسّخ ملامح مدرستها الغنائية.
- إمكانيات توظيف الذكاء الاصطناعي وتقنية الهولوجرام في إعادة تقديم تراثها للأجيال الجديدة.
- عرض لتجربة ترجمة رواية فرنسية تناولت حياتها ومسيرتها الفنية، تأكيدًا لمكانتها العالمية.

تخللت الندوة فقرات موسيقية عزفها كل من:
الدكتورة مايسة عبد الغني، القائم بأعمال عميد المعهد العالي للموسيقى العربية سابقًا،
والدكتور هاني زين، عازف الإيقاع، حيث قدّما مختارات من أغنيات كوكب الشرق بروح طربية أصيلة.
أم كلثوم.. الرمز الحي للفن العربي
واختُتمت الندوة بالتأكيد على أن أم كلثوم ليست مجرد صوت غنائي، بل رمز ثقافي وفني خالد، استطاع أن يوحّد الوجدان العربي، ويستمر تأثيره عبر الأجيال، مهما تطورت الوسائل والوسائط التكنولوجية.
عن مهرجان الموسيقى العربية
يُعد مهرجان الموسيقى العربية أحد أعرق وأهم المهرجانات الموسيقية في العالم العربي، تنظمه دار الأوبرا المصرية تحت إشراف وزارة الثقافة، وبدأت دورته الأولى عام 1992، ليكون منصة فنية راقية تهدف إلى الحفاظ على التراث الموسيقي العربي الأصيل، ودعم الفنون الجادة والمبدعين في مجال الموسيقى والغناء.
يضم المهرجان عددًا كبيرًا من الحفلات الموسيقية والغنائية التي تُقام على خشبات المسارح التابعة لدار الأوبرا بالقاهرة وعدد من المحافظات، ويشارك فيه نخبة من كبار النجوم والفنانين من مصر والعالم العربي، إلى جانب أصوات شابة صاعدة، وعازفين وفرق موسيقية.
أهداف المهرجان:
- الحفاظ على الهوية الموسيقية العربية.
- تقديم أعمال موسيقية تُمجّد التراث وتواكب المعاصرة.
- دعم المواهب الجديدة ومنحها فرصة الوقوف على مسارح الأوبرا.
- خلق حالة من التفاعل الثقافي والفني بين الأجيال المختلفة.
فعاليات المهرجان:
- حفلات غنائية لكبار المطربين والموسيقيين.
- مسابقات فنية في العزف والغناء والتأليف الموسيقي.
- ندوات فكرية وموسيقية تتناول قضايا فنية وثقافية.
- تكريم رموز الموسيقى والغناء العربي الذين أثروا الحياة الفنية بأعمالهم.
وقد استطاع المهرجان على مدار أكثر من ثلاثين دورة أن يحافظ على مكانته كمنصة فنية راقية وجسر ثقافي يربط بين الماضي والحاضر، ويُعيد تسليط الضوء على جماليات الموسيقى العربية الأصيلة.