يويفا والحكومة البريطانية في مواجهة قرار منع جماهير ماكابي تل أبيب
تصاعدت حالة من الجدل السياسي والإعلامي في بريطانيا بعد قرار شرطة ويست ميدلاندز بمنع جماهير فريق ماكابي تل أبيب الإسرائيلي من حضور مباراة فريقهم أمام أستون فيلا، المقررة الشهر المقبل ضمن منافسات البطولات الأوروبية، وهو القرار الذي أثار انقسامًا حادًا بين السلطات الأمنية والمسؤولين الحكوميين.
وأكد إيان موراي وزير الرياضة، أن القرار "غير مقبول على الإطلاق"، مشيرًا إلى أن وزيرة الثقافة ليزا ناندي ستجتمع مع مسؤولين من وزارة الداخلية وهيئات أخرى لمحاولة التوصل إلى حل.
وأضاف موراي أن الحكومة لا يمكنها قبول أي إجراء يُفسَّر على أنه تمييز ضد أشخاص على أساس العرق أو الدين أو الجنسية، مؤكدًا أن من واجب الشرطة إيجاد آلية تضمن إقامة المباراة بشكل آمن.
من جانبها، بررت الشرطة البريطانية قرارها بتصنيف المواجهة "عالية الخطورة" بناءً على معلومات استخباراتية وتقارير سابقة، خاصة بعد أحداث العنف التي شهدتها مباراة ماكابي تل أبيب وأياكس الهولندي في عام 2024، والتي تخللها اشتباكات بين الجماهير وأعمال شغب وإهانات سياسية ودينية.
وأشارت تقارير إلى أن بعض جماهير النادي الإسرائيلي تورطوا في تمزيق علم فلسطيني وحرقه وترديد شعارات مسيئة، وهو ما أدى لاحقًا إلى اندلاع أعمال عنف انتقامية في شوارع أمستردام.
كما وصف رئيس الوزراء كير ستارمر الحظر بأنه "القرار الخطأ"، بينما اعتبرته زعيمة حزب المحافظين كيمي بادنوتش "عارًا وطنيًا".
وفي المقابل، دافع النائب المستقل أيوب خان عن موقف الشرطة، مؤكدًا أن المسألة "أمنية بحتة" ولا علاقة لها بالتمييز أو السياسة، مشيرًا إلى أن على الحكومة احترام استقلالية الأجهزة الأمنية في اتخاذ قراراتها التشغيلية.
بدوره، أعرب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) عن رغبته في إيجاد حل يسمح لجماهير ماكابي بالسفر، داعيًا السلطات البريطانية إلى توفير بيئة آمنة ومُرحبة لجميع المشجعين، ومؤكدًا أن كرة القدم يجب أن تبقى وسيلة للتقريب بين الشعوب لا لتعميقالانقسامات.
أما جاك أنجيلديس، المدير التنفيذي لماكابي تل أبيب، فأكد أنه لم يُخطر رسميًا بالمنع، موضحًا أن فريقه خاض مؤخرًا مباراة أمام نادٍ تركي دون أي حوادث تُذكر رغم حساسية الظروف السياسية.
وفي الوقت نفسه، أبدى عدد من مشجعي أستون فيلا اليهود استياءهم من القرار، معتبرين أنه يعكس توترًا سياسيًا أوسع مرتبطًا بالنزاع في غزة، ويحمل رسالة سلبية عن قدرة المجتمع البريطاني على الفصل بين الخلافات السياسية والرياضة.