بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

سبيس إكس تنجح في إطلاق الجيل الثاني من ستارشيب

سبيس إكس
سبيس إكس

 في إنجاز جديد يُضاف إلى سجل شركة سبيس إكس، انطلقت مركبة ستارشيب من الجيل الثاني بنجاح من قاعدة ستاربيس في ولاية تكساس، في الثالث عشر من أكتوبر الجاري، محققة جميع الأهداف الرئيسية التي حددتها الشركة لاختبار الطيران الحادي عشر للمركبة الأضخم في تاريخ الرحلات الفضائية.

 ويُعد هذا الإطلاق آخر رحلة للجيل الثاني من ستارشيب قبل الانتقال إلى مرحلة التطوير التالية، التي ستركز فيها الشركة على الجيل الثالث من المركبات فائقة الثقل.

 ويأتي هذا الإنجاز بعد سلسلة من الاختبارات السابقة التي واجهت فيها سبيس إكس العديد من التحديات التقنية، فقبل الرحلتين الأخيرتين الناجحتين، تعرضت ستارشيب لانفجارات خلال مرحلة الصعود في الاختبارين السابع والثامن، كما فشلت في نشر حمولتها خلال الاختبار التاسع.

 وحتى في المراحل الأرضية، واجهت الشركة صعوبات عندما انفجرت إحدى المركبات خلال اختبار روتيني وهي تستعد للرحلة العاشرة. ومع ذلك، لم تُثنِ هذه الإخفاقات فريق سبيس إكس بقيادة إيلون ماسك عن مواصلة التجارب للوصول إلى هذا النجاح المهم.

 الرحلة الأخيرة كانت مختلفة في كل تفاصيلها، حيث اشتعلت جميع محركات رابتور البالغ عددها 33 دفعة واحدة لحظة الإقلاع، دون أي فشل أو فقدان في الدفع، وهي خطوة أساسية لنجاح أي إطلاق. كما تمت عملية فصل المراحل بسلاسة تامة، إذ انفصل معزز سوبر هيفي عن المركبة الرئيسية وهبط في المحيط وفق الخطة المعدة مسبقًا، بينما واصلت ستارشيب رحلتها نحو المدار.

 وخلال الرحلة، تمكنت المركبة من تنفيذ تجربة مهمة تمثلت في نشر محاكيات حمولات ستارلينك بنجاح، في خطوة تُعتبر الأولى من نوعها في اختبارات الجيل الثاني. وقد أظهرت البيانات أن آلية فصل الحمولات عملت كما هو متوقع، ما يمهد الطريق لاستخدام ستارشيب مستقبلًا في نقل أقمار ستارلينك الجديدة إلى المدار المنخفض حول الأرض.

 أما الجزء الأكثر تحديًا في المهمة فكان أثناء إعادة دخول المركبة إلى الغلاف الجوي، حيث قررت سبيس إكس تعريض ستارشيب لاختبارات قاسية لمعرفة مدى قدرة الدرع الحراري على تحمل درجات الحرارة المرتفعة الناتجة عن الاحتكاك الجوي. وتم تنفيذ مناورة انحرافية قبل دقائق قليلة من دخولها الطبقات الكثيفة للغلاف الجوي، لمحاكاة مسارات الهبوط المستقبلية التي ستُستخدم في البعثات العائدة إلى قاعدة ستاربيس.

 وبحسب بيان الشركة، فإن الهدف من هذه المناورة هو تحسين قدرة المركبة على التحكم الذاتي أثناء العودة، وهو عنصر أساسي في خطط سبيس إكس لإعادة استخدام ستارشيب بشكل متكرر، مما سيقلل من تكاليف الإطلاق إلى حد كبير.

 وأشارت سبيس إكس إلى أن هذه الرحلة الناجحة تمثل نهاية مرحلة تطوير الجيل الثاني من المركبة، وأن الشركة الآن بصدد التركيز على الجيل الثالث من ستارشيب وسوبر هيفي، والذي من المقرر أن يتضمن تحسينات في التصميم، وكفاءة أكبر في المحركات، ونظام حماية حرارية مطور. وتعمل الشركة حاليًا على تجهيز عدة نماذج جديدة من المركبة والمعزز لخوض سلسلة من الاختبارات الأرضية قبل بدء أولى الرحلات المدارية المنتظمة.

 ومن المتوقع أن يُستخدم الجيل القادم من ستارشيب في مهام فضائية حقيقية تشمل نقل الأقمار الصناعية التجارية، وتجارب علمية، وربما رحلات مأهولة في المستقبل القريب. ويأتي ذلك ضمن خطة سبيس إكس الطموحة لجعل المركبة حجر الزاوية في مشروع استكشاف الفضاء العميق، بما في ذلك الرحلات المأهولة إلى القمر والمريخ.

 ويؤكد خبراء الفضاء أن نجاح هذا الإطلاق يُمثل نقطة تحول في مستقبل النقل الفضائي، إذ تُثبت سبيس إكس مرة أخرى قدرتها على تجاوز العقبات التقنية وتطوير مركبات قابلة لإعادة الاستخدام بالكامل، وهو ما يُعد أحد أهم أهداف صناعة الفضاء الحديثة.

 بهذه الرحلة، تكون سبيس إكس قد اختتمت مرحلة مهمة من تجاربها على ستارشيب، واضعة الأساس لمرحلة جديدة أكثر طموحًا، تقرّب البشرية خطوة إضافية نحو الوصول إلى الكواكب البعيدة بتكلفة أقل وكفاءة أعلى.