مصرع طيار وإصابة آخر في تحطم مروحية عسكرية أمريكية بجنوب كاليفورنيا

لقي طيار من سلاح مشاة البحرية الأمريكية مصرعه وأصيب زميله بجروح عقب سقوط مروحية هجومية من طراز AH-1Z Viper مساء الخميس أثناء مهمة تدريبية روتينية في منطقة نائية بجنوب ولاية كاليفورنيا.
ووفقا لبيان صادر عن قيادة قوات مشاة البحرية يوم الجمعة، فإن الحادث وقع أثناء تنفيذ المروحية لعمليات تدريبية قرب منطقة إمبيريال جيبلز، وهي منطقة صحراوية قليلة السكان تقع على بعد نحو 135 ميلا شرق مدينة سان دييغو.
المروحية المنكوبة تتبع لسرب الطائرات الهجومية الخفيفة رقم 369، ضمن مجموعة الطيران البحري رقم 39، التابعة للجناح الجوي البحري الثالث. وذكرت القيادة أن الحادث صنف باعتباره "خللا جويا" أثناء العمليات الاعتيادية، دون الإشارة إلى الأسباب المباشرة وراء سقوط الطائرة.
الجيش الأمريكي ينعى الطيار الراحل ويؤكد استمرار التحقيق
نقل الطياران على الفور إلى مستشفيين منفصلين عقب الحادث، حيث جرى نقل أحدهما إلى مستشفى بايونيرز التذكاري في مدينة براولي بولاية كاليفورنيا، وأعلن الأطباء وفاته فور وصوله. أما الطيار الثاني فقد نقل إلى مركز ديزرت الطبي الإقليمي في مدينة بالم سبرينغز، وحالته مستقرة حتى الآن، بحسب ما أكد بيان مشاة البحرية الأمريكية.
اللواء جيمس ب. ويلونز، قائد الجناح الجوي الثالث المتمركز في قاعدة مشاة البحرية ميرامار شمال سان دييغو، أعرب في بيان رسمي عن حزنه العميق لفقدان أحد أفراد قواته خلال التدريب. وقال إن الطيار الراحل "قدم أعظم تضحية في سبيل أداء الواجب"، مؤكدا أن الجيش "لن ينسى شجاعته وتفانيه في حماية وطنه". وأضاف أن القيادة تقدم خالص العزاء لأسرته وزملائه وتتعهد بدعمهم الكامل خلال فترة الحداد.
وأكد البيان أن هوية الطيار المتوفى لن تعلن إلا بعد إخطار أسرته رسميا، كما لم يفصح عن اسم الطيار المصاب لحين استقرار حالته الصحية.
ويعرف السرب 369 داخل مشاة البحرية باسم "المقاتلون" أو "الجان فايترز"، ويتمركز في قاعدة كامب بندلتون بولاية كاليفورنيا. ويعد هذا السرب من الوحدات المتخصصة في تنفيذ مهام الدعم الجوي القريب والعمليات الهجومية ضد الأهداف الأرضية.
يأتي هذا الحادث بعد أكثر من عام على كارثة مشابهة وقعت في فبراير 2024، حين تحطمت مروحية من طراز CH-53E Super Stallion تابعة للجناح الجوي نفسه أثناء رحلة ليلية قرب منطقة باين فالي بولاية كاليفورنيا، وأسفر الحادث حينها عن مقتل خمسة من أفراد الطاقم، بينهم ثلاثة طيارين واثنان من قادة الطاقم الجوي. وأظهرت التحقيقات اللاحقة أن الحادث وقع نتيجة ضعف الرؤية وعدم تمكن الطيار من تجنب التضاريس الجبلية.
تخضع حادثة تحطم المروحية الأخيرة حاليا لتحقيق شامل من قبل فرق فنية مختصة لتحديد أسباب الخلل الذي أدى إلى سقوط الطائرة، وسط تأكيد من قيادة الجناح الجوي على أن التدريب سيستمر مع اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية لضمان سلامة الطيارين وأفراد الأطقم الجوية في المهام المستقبلية.
وتعد هذه الحوادث من التحديات المستمرة التي تواجه القوات الجوية في عمليات التدريب، خاصة في المناطق الصحراوية التي تتسم بصعوبة الأحوال الجوية وارتفاع درجات الحرارة، مما يزيد من احتمالات تعرض الطائرات لمشكلات فنية مفاجئة.
وأكدت مصادر عسكرية أمريكية أن برنامج التدريب الذي كانت تشارك فيه المروحية يهدف إلى رفع كفاءة الطيارين ضمن "دورة تدريب الأسلحة والتكتيكات" الخاصة بمشاة البحرية، وهي من أكثر الدورات صرامة وخطورة في القوات المسلحة الأمريكية، حيث تجرى في ظروف قاسية لمحاكاة العمليات الحقيقية.
وينتظر أن تصدر نتائج التحقيق الرسمية خلال الأسابيع المقبلة لتحديد الأسباب الفنية أو البشرية وراء الحادث، فيما تستمر قوات مشاة البحرية في متابعة حالة الطيار المصاب وتقديم الدعم النفسي لزملائه وأسر الضحايا.