نهاية رحلة "Clips".. آبل تُغلق تطبيقها لصناعة الفيديوهات بعد 8 سنوات
في خطوةٍ مفاجئة لكنها متوقعة، أعلنت شركة آبل رسميًا عن إيقاف تطبيقها الشهير Clips، الذي كان مخصصًا لتحرير الفيديوهات القصيرة وإنشائها بسهولة عبر أجهزة iPhone وiPad.
وأوضحت الشركة في بيانٍ عبر صفحة الدعم الرسمية أن التطبيق لن يتلقى أي تحديثات مستقبلية، كما أنه لم يعد متاحًا للتنزيل للمستخدمين الجدد على App Store.
وأكدت آبل أن المستخدمين الحاليين سيظلون قادرين على استخدام التطبيق في الوقت الراهن على نظامي iOS وiPadOS، لكن دون تحديد فترة زمنية واضحة لاستمرار عمله. وأضافت أن من قام سابقًا بتحميل التطبيق يمكنه إعادة تنزيله من حسابه الشخصي في المتجر، حتى بعد سحبه من الواجهة العامة.
تطبيق وُلد في زمن مختلف
تم إطلاق تطبيق Clips لأول مرة في عام 2017، في ذروة انتشار المحتوى المرئي القصير على الإنترنت. حينها، قدمت آبل أداة سهلة وسريعة لإنشاء مقاطع فيديو تفاعلية مع مؤثرات وصور متحركة ونصوص، مصممة خصيصًا لمشاركة الفيديوهات على شبكات التواصل الاجتماعي مثل Instagram وSnapchat وTikTok لاحقًا.
لكن رغم أن التطبيق جاء بفكرة مبتكرة آنذاك، إلا أنه لم يتمكن من منافسة تطبيقات التحرير التي تقدم ميزات أكثر تطورًا وتكاملًا مع المنصات الاجتماعية نفسها. فقد كانت أدوات مثل Reels على إنستجرام وShorts على يوتيوب وTikTok ذاته، قادرة على جذب المستخدمين بشكل أكبر بفضل واجهاتها السهلة ومكتباتها الواسعة من المؤثرات الصوتية والمرئية.
نهاية منطقية لتطبيق لم يُكتب له النجاح
تاريخ Clips يُشبه إلى حد كبير مصير العديد من التطبيقات التي طورتها شركات كبرى لمحاولة اللحاق بموجة الفيديو القصير. ورغم أن آبل كانت تأمل أن يتحول التطبيق إلى منصة إبداعية داخل منظومة أجهزتها، إلا أن الواقع الرقمي تجاوز فكرته بسرعة.
في السنوات الأخيرة، أصبحت معظم تطبيقات التواصل الاجتماعي تقدم أدوات تحرير مدمجة تفوق ما كان يقدمه Clips، من فلاتر ذكية وموسيقى مرخصة إلى الذكاء الاصطناعي لتوليد النصوص والمؤثرات. ومع هذه التطورات، لم يعد هناك مكان لتطبيق منفصل يقدم وظيفة محدودة لا تتكامل مباشرة مع أي شبكة اجتماعية.
آبل تُنهي الخدمة بصمت وتُوصي المستخدمين بالحفظ
صفحة الدعم الخاصة بالتطبيق تضمنت نصيحة واضحة لمستخدمي Clips الحاليين: حفظ جميع الفيديوهات في مكتبة الصور أو أي مكان آخر قبل أن يتوقف التطبيق عن العمل نهائيًا. هذه التوصية تعني ضمنيًا أن الشركة تخطط لإزالته تدريجيًا من أجهزتها أو من خدمات iCloud.
وبينما لم تُصدر آبل بيانًا رسميًا يشرح سبب الإيقاف أو ما إذا كانت ستطرح بديلًا جديدًا، يرى خبراء التقنية أن القرار يأتي ضمن استراتيجية الشركة لتقليص عدد التطبيقات المستقلة والتركيز على تطوير أدوات تحرير الفيديو داخل النظام نفسه، مثل تحسين قدرات تطبيق Photos وميزات iMovie وFinal Cut Pro المتاحة الآن على أجهزة iPad الحديثة.
مستقبل الفيديو عند آبل
إيقاف Clips لا يعني تخلي آبل عن مجال الفيديو الإبداعي، بل ربما يكون خطوة لإعادة تنظيم هذا المجال ضمن أدوات أكثر تكاملًا. فمن الواضح أن الشركة تُركّز على دمج الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في تطبيقاتها الأساسية، ما قد يتيح للمستخدمين مستقبلاً إنشاء مقاطع احترافية مباشرة من تطبيق الكاميرا أو الصور دون الحاجة إلى برامج إضافية.
وهكذا، يُسدل الستار على تطبيق حاول أن يكون أداة الإبداع المرئي الأولى لمستخدمي أبل، لكنه انتهى كصفحة من تاريخ التجارب الرقمية التي لم تواكب سرعة التطور في عالم المحتوى القصير. وبينما يودع المستخدمون القلائل الذين تمسكوا به آخر أيام Clips، تبقى آبل تترقب المرحلة المقبلة في صناعة الفيديو التي تتجه نحو الذكاء الاصطناعي والتحرير التلقائي.