بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

علي جمعة: رسول الله ﷺ النبي الوحيد الذي حُفظت سيرتُه وأقوالُه وأفعالُه

بوابة الوفد الإلكترونية

رسول الله ﷺ.. قال الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو النبيُّ الوحيد، بل الإنسانُ الوحيد في تاريخ البشرية، الذي حُفظت سيرتُه وأقوالُه وأفعالُه ومواقفه في اليقظة والمنام بهذه الدقّة والإحاطة، فلم تُحفَظ سيرةُ أحدٍ على وجه الأرض كما حُفظت سيرتُه ﷺ، إذ اعتنى المسلمون بنقل كل ما يتصل به، حتى دقائق شؤونه، وأنشؤوا العلومَ لخدمة ذلك المقصد الجليل.

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

قال تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}[النجم: 3–4]، وقال رسول الله ﷺ: «ألا إني أوتيتُ القرآنَ ومثلَه معه» (رواه أحمد).

وقال ﷺ: « ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني وهو متكئ على أريكته، فيقول : بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه حلالاً استحللناه، وما وجدنا فيه حرامًا حرمناه، وإن ما حرم رسول الله ﷺ كما حرم الله » (رواه الترمذي).

رسول الله صلوات الله عليه وسلم 
وعن حسان بن عطية قال: «كان جبريلُ ينزل على رسول الله ﷺ بالسُّنَّة كما ينزل عليه بالقرآن» (رواه أبو داود).

فأدرك الصحابة رضي الله عنهم، ومن بعدهم من التابعين، جلالَ ما يصدر عن النبي ﷺ من أقوالٍ وأفعالٍ وتقريراتٍ وحركاتٍ وسكناتٍ، فقاموا بتسجيلها، لحفظ ذلك الدين الخاتم.

وأوضح جمعة أن بدأ هذا في صدر الإسلام، فكان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يتحرّى الليلةَ التي يأتي فيها النبي ﷺ إلى خالته ميمونة ـ إحدى أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ـ فيبيتُ عندها، ليُراقب رسول الله ﷺ في أكله ونومه وعبادته، ويقتدي به في كل شأنه، كما روى مسلمٌ وغيره.

حفظ سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم

ومن أبرز العلوم التي نشأت في سبيل حفظ سنّته الشريفة "علمُ الحديث ومصطلحُه"، وهو العلم الذي عرّف السنّة بأنها: «هي كل ما صدر عن النبي ﷺ من قولٍ أو فعلٍ أو تقريرِ، حقيقةً وحكمًا، حتى الحركات والسكنات في يقظته ومنامه، قبل البعثة وبعدها».

فكان حفظُ سيرته وأخباره في كتب السنّة والصحاح والسيرة، دليلًا تاريخيًّا واقعيًّا على خصوصيته وفضله، وبرهانًا ساطعًا على أن الله تعالى تولّى حفظَ دينه بحفظ نبيّه، فلم يُعرف في تاريخ الإنسان توثيقٌ ولا تدوينٌ ولا عنايةٌ بسيرة أحدٍ كما حُفظت سيرةُ محمدٍ ﷺ.