بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

مغادرة جماعية لصحفيى «البنتاجون»

بوابة الوفد الإلكترونية

شهدت أروقة البنتاجون مشهدا غير مألوف بعدما سلّم عشرات المراسلين بطاقات الاعتماد وغادروا بشكل جماعى المبنى، رافضين القيود الجديدة التى فرضتها الحكومة على عملهم، فى خطوة أبعدت الصحفيين العسكريين عن قلب مركز السلطة. ووصفت القيادة الوطنية القواعد بأنها «منطقية» وتهدف إلى تنظيم ما اعتبرته صحافة «مزعزعة للاستقرار».

ورفضت وسائل الإعلام  بشكل شبه كامل الالتزام بالقواعد التى وضعها وزير الدفاع بيت هيجسيث، والتى تنص على إمكانية طرد أى صحفى يسعى للحصول على معلومات لم يوافق الوزير مسبقا على نشرها سواء كانت سرية أم لا.

مع حلول الساعة الرابعة عصرًا، الموعد النهائى الذى حددته وزارة الدفاع لمغادرة الصحفيين، اصطفت صناديق الملفات فى الممرات، بينما حمل المراسلون الكراسى والكتب وآلة النسخ وصورًا قديمة متجهين نحو موقف السيارات. بعد دقائق من الموعد، خرج ما بين 40 و50 صحفيًا معًا بعد أن سلموا شارات اعتمادهم.

قالت نانسى يوسف، مراسلة مجلة «ذا أتلانتيك» التى تعمل من البنتاجون منذ 2007، وهى تحمل خريطة للشرق الأوسط إلى سيارتها: «إنه أمر محزن، لكننى فخورة بما فعلناه كسلك صحفى وقفنا فيه معًا».

ولم يتضح بعد حجم التأثير المباشر لتلك القواعد، غير أن المؤسسات الإعلامية شددت على أنها ستواصل تغطية واسعة لشئون الجيش الأمريكى مهما كانت القيود.

صور الصحفيين وهم يغادرون لم تبد مؤثرة بالنسبة لأنصار  ترامب، الذين طالما أبدوا استياء من الصحافة ورحبوا بجهوده الرامية إلى تضييق الخناق عليها. ترامب خاض خلال العام الماضى نزاعات قضائية مع نيويورك تايمز، وسى بى إس نيوز، وإيه بى سى نيوز، ووول ستريت جورنال، وحتى وكالة أسوشيتد برس.

فى مؤتمر صحفى بالبيت الأبيض، دعم ترامب القواعد الجديدة قائلا: «أعتقد أن الوزير يرى الصحافة مزعزعة للسلام العالمي. الصحافة مضللة للغاية».

بيت هيجسيث، المذيع السابق فى قناة فوكس نيوز، كان قبل ذلك قد قلص تدفق المعلومات بشكل واضح. لم يعقد سوى إحاطتين صحفيتين رسميتين، ومنع دخول المراسلين إلى أقسام عديدة من المبنى دون حراسة، وأطلق تحقيقات حول التسريبات الإعلامية.

القواعد الجديدة وصفها بأنها «منطقية»، مؤكدا أن توقيع الصحفيين على وثيقة القبول لا يعنى موافقتهم بل مجرد إقرار بها، وهو ما رفضه الصحفيون وعدّوه مجرد تلاعب.

وقال الجنرال المتقاعد جاك كين، المحلل فى فوكس نيوز، لشبكة هيجسيث السابقة: «ما يحدث هو أن المسئولين يريدون أن يرووا القصة بأنفسهم. هذه ليست صحافة». وأضاف أنه خلال خدمته العسكرية كان يجبر العميدات الجدد على حضور دورة حول دور الإعلام فى الديمقراطية حتى لا يشعروا بالرهبة، ويعتبرون الصحفيين وسيلة للتواصل مع الشعب. وأوضح: «أحيانا كانت تخرج قصص تثير قلقي، لكن السبب كان أننا لم نقم بعملنا بالجودة الكافية».

رغم مغادرتهم، أكد المراسلون أنهم سيواصلون الكتابة عن الشئون العسكرية ولكن من مسافة أبعد. العديد منهم نشر على وسائل التواصل الاجتماعى صورا للحظة تسليم الشارات.

وكتبت هيذر مونجليو، مراسلة USNI News التى تغطى البحرية: «قد يكون الأمر بسيطا، لكننى كنت فخورة جدا بوجود صورتى على جدار مراسلى البنتاجون. اليوم سلمت شارتي. الصحافة ستستمر».

وكتبت توم بومان، مراسل الإذاعة الوطنية العامة مقالا أوضح فيه أنه لا يزال يتلقى معلومات من داخل الجيش ومن مسئولين سابقين، حتى لو تعارضت مع الروايات الرسمية، قائلا: «كانوا يعلمون أن الشعب الأمريكى يستحق أن يعرف. الآن ومع غياب الصحفيين عن طرح الأسئلة، ستعتمد القيادة على منشورات مواقع التواصل وفيديوهات قصيرة ومقابلات مع معلّقين حزبيين. وهذا غير كاف».

وأعلنت رابطة صحافة البنتاجون، التى تضم 101 عضو يمثلون 56 وسيلة إعلامية رفضها الصريح للقواعد.وطلبت  مؤسسات إعلامية من كل الأطياف، من أسوشيتد برس ونيويورك تايمز إلى فوكس ونيوزماكس من مراسليها المغادرة بدلا من التوقيع.

الجهة الوحيدة التى وافقت على الانضمام كانت شبكة «ون أمريكا نيوز» المحافظة، والتى بحسب مراسلة سابقة فى البنتاجون تُدعى غابرييل كوتشيا، ربما ترى فى ذلك فرصة للحصول على وصول أوسع إلى مسئولى إدارة ترامب. كوتشيا، التى فُصلت سابقا من الشبكة بعد انتقادها علنًا سياسات هيجسيث الإعلامية، صرحت بذلك فى مقابلة مع أسوشيتد برس.