وسط جهود متعثرة لتنفيذ اتفاق السلام
أمريكيون: مصر وتركيا تشكلان فرقًا ميدانية للبحث عن الرهائن

تتحرك إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بخطوات متسارعة لترسيخ اتفاق غزة عبر المساعدة فى تشكيل قوة أمنية متعددة الجنسيات، والتحقق من أسماء قيادات فلسطينية مدنية قد تتولى إدارة القطاع، إضافة إلى إطلاق المرحلة الأولى من إعادة الإعمار، وفق ما أوضحه اثنان من كبار مستشارى الرئيس للصحفيين.
وكشف مستشارون أمريكيون عن إنشاء مناطق آمنة خلف الخطوط الإسرائيلية تحت مزاعم حماية اهالى غزة مما وصفوه لعنف حركة حماس، وذلك فى وقت لا تزال فيه الأوضاع فى القطاع هشة رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى حيز التنفيذ بوساطة ترامب.
تسلمت إسرائيل فى وقت سابق رفات اثنين من الرهائن الذين كانوا لدى حماس ليصل العدد الإجمالى إلى تسعة جثامين من أصل 28 رهينة، إضافة إلى عشرين رهينة أعيدوا أحياء. وأكدت حركة حماس أنها أعادت الآن جميع جثث الأسرى القتلى الذين تمكنت من الوصول إليهم.
وقال أحد المستشارين الأمريكيين إن الإدارة تعمل على إنشاء مناطق آمنة داخل غزة للأهالى الذين يسعون للبقاء بعيدين عما وصفه بخطر حماس، مضيفا أن هناك الكثير من التقارير الواردة من القطاع عن قيام الحركة بقتل وملاحقة مدنيين فلسطينيين.
وأضاف أن الرسالة التى أرسلت عبر الوسطاء واضحة، وهى ضرورة وقف تلك الممارسات، مع بذل جهود أمريكية إسرائيلية مشتركة لتوفير مناطق محمية خلف الخط الأصفر للمدنيين الذين يشعرون بالتهديد.
وكشفت التقارير عن أن مصر وتركيا تخططان لتشكيل فريق ميدانى للمساعدة فى البحث عن الرهائن المتبقين. وقال مسئولون أمريكيون إن تلك الجهود تحظى بدعم واشنطن، وإنها ستسهم فى تسريع عملية استعادة الرهائن أو جثامينهم.
وفى تصريحات لشبكة CNN، أكد ترامب أن إسرائيل ستعود إلى القتال «بمجرد أن أقول الكلمة» إذا فشلت حماس فى الالتزام بجانبها من الاتفاق، فى إشارة إلى استمرار الضغط الأمريكى على الحركة. كما هدد وزير الحرب الإسرائيلي «يسرائيل كاتس» باستئناف العمليات العسكرية و«سحق حماس» إذا لم تنفذ شروط الهدنة.
ورغم هذه التهديدات، قال مستشارو ترامب إنهم يعتقدون أن حماس تحاول بالفعل إعادة الجثث، لكن حجم الدمار فى القطاع يجعل المهمة شديدة الصعوبة. وأوضح أحدهم أن العملية «مروعة»، حيث يجرى الحفر بين الأنقاض واستخراج جثث كثيرة، ثم يتعين فصلها والتعرف عليها. وأضاف أن بعض الجثامين موجودة منذ فترة طويلة تحت الركام، وبعضها مدفون فى أنفاق عميقة.
وكشف المستشارون عن أن الإدارة تلقت عروضا من فرق إنقاذ دولية للمساعدة فى عمليات البحث، كما يجرى التفكير فى تقديم مكافآت مالية للسكان المحليين الذين يمكنهم تقديم معلومات دقيقة حول أماكن دفن الضحايا.
وعلى الجانب الإسرائيلي، أظهرت صور جنودًا يحملون نعش دانييل بيريتس الذى أعيد جثمانه بموجب الاتفاق الذى رعته الولايات المتحدة، فى مشهد أعاد التأكيد على حساسية ملف الجثث وأثره الكبير على الرأى العام الإسرائيلي.
وقال مستشار أمريكى رفيع زار غزة مؤخرا إن كميات كبيرة من الذخائر غير المنفجرة تغطى الحطام فى القطاع، وإنه من المرجح أن توجد تحتها جثث كثيرة، وهو ما يعقد بشكل أكبر عملية الاستعادة.
أما على صعيد الوجود الأمريكي، فقد تأكد وجود نحو عشرين جنديا من القيادة المركزية الأمريكية داخل غزة لأداء أدوار إشرافية ولوجستية، فى مؤشر على اتساع الدور المباشر للولايات المتحدة فى متابعة تنفيذ الاتفاق.
ورغم كل التحديات، شدد المستشارون الأمريكيون على أن خطة السلام ما زالت صامدة، وأنها تسير كما هو مقصود. وأوضح أحدهم أن المرحلة الأولى من الاتفاق تجاوزت التوقعات بنجاح، وأن الأولويات فى المرحلة الثانية تتركز على استعادة بقية الجثث، نزع السلاح من غزة، وإدخال المساعدات إلى القطاع.
وشدد المستشاران الأمريكيان على أن واشنطن تضغط على الأطراف للانتقال إلى المرحلة التالية من العملية السياسية، والتى ستتضمن حسم الأسئلة الكبرى حول السلطة والأمن. وركزا على أهمية البدء فى إعمار مناطق خارج سيطرة حماس، مثل مدينة رفح الحدودية مع مصر، التى تأمل الإدارة الأمريكية أن تصبح نموذجًا لما بعد حماس.
وتتركز أولويات الفريق الأمريكى فى منع مزيد من الاشتباكات على طول ما يعرف بـ«الخط الأصفر»، حيث تتقاسم إسرائيل وحماس السيطرة الميدانية، إضافة إلى ضمان تسهيل وصول المساعدات واستعادة جثث الرهائن الإسرائيليين الذين قتلوا. وحذر مسئولون إسرائيليون مبعوثى ترامب من أن العملية قد تنهار إذا لم تلتزم حماس بملف الجثث، لكن واشنطن لم تتبن الموقف الإسرائيلى بالكامل، وأكدت أنها لا تعتبر التأخر فى إعادة الرفات خرقًا مباشرًا للاتفاق.